responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مقاتل الطالبيين نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 1  صفحه : 442

على سد الفرات عليهم و منعهم الماء، و صبه في الآجام و المغايض التي في شرقي الكوفة، ففعل ذلك، و انقطع الماء من الفرات، فتعاظم ذلك الكوفيون، و سقط في أيديهم، و أزمعوا معالجة هرثمة و منازلته، فبيناهم كذلك: إذ فتق السّكر الذي سكروه‌ [1] ، و أقبل الماء تحت الخشب، و كبروا و حمدوا اللّه كثيرا، و سرّوا بما وهب اللّه لهم من الكفاية.

ثم إن هرثمة نهد إلى الكوفة مما يلي الرصافة.

و خرج أبو السرايا إليه في الناس فعبأهم، و جعل على الميمنة الحسن بن الهذيل.

و على الميسرة جرير بن الحصين، و وقف هو في القلب.

و عبأ هرثمة خيلا نحو البر، فبعث أبو السرايا عدتهم يسيرون بإزائهم لئلا يكونوا كمينا.

ثم إن أبا السرايا حمل حملة فيمن معه، فانهزم أصحاب هرثمة هزيمة رقيقة، ثم عطفوا وجوه دوابهم فنادى أبو السرايا: لا تتبعوهم فإنها خديعة و مكر، فوقفوا و تبعهم أبو كتلة فأبعد، ثم رجع و أعلم أبا السرايا أنهم قد عبروا الفرات، فرجع بالناس إلى الكوفة ثم خرج يوم الاثنين لتسع خلون من ذي القعدة و خرج الناس معه. و قد كان جاسوسه أخبره أن هرثمة يريد مواقعته في ذلك اليوم، فعبأ الناس مما يلي الرّصافة، و مضى هو تحت القنطرة، فلم يبعد حتى أقبلت خيل هرثمة، فرجع أبو السرايا كالجمل الهائج يكاد الغضب أن يلقيه عن سرجه إلى الناس فقال: سووا عسكركم، و اجمعوا أمركم، و أقيموا صفوفكم. و أقبل هرثمة فاقتتلوا قتالا شديدا لم يسمع بمثله.

و نظر أبو السّرايا إلى روح بن الحجاج قد رجع فقال: و اللّه لئن رجعت لأضربن عنقك، فرجع يقاتل حتى قتل.

و قتل يومئذ الحسن بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين.

و قتل أبو كتلة غلام أبي السّرايا.

و اشتدت الحرب، و كشف أبو السرايا رأسه و جعل يقول: أيها الناس، صبر ساعة، و ثبات قليل، فقد-و اللّه-فشل القوم، و لم يبق إلاّ هزيمتهم.

ثم حمل، و خرج إليه قائد من قواد هرثمة و عليه الدرع و المغفر، فتناوشا ساعة، ثم ضربه أبو السرايا ضربة على بيضته فقدّه، حتى خالط سيفه قربوس سرجه.


[1] في القاموس: «السكر: سد النهر، و بالكسر الاسم منه» .

نام کتاب : مقاتل الطالبيين نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 1  صفحه : 442
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست