الحج، فقال عبد الرحمن بن ملجم لعنه اللّه أنا أكفيكم عليا، و قال أحد الآخرين: أنا أكفيكم معاوية، و قال الثالث: أنا أكفيكم عمرو بن العاص، فتعاقدوا و تواثقوا على الوفاء ألا ينكل واحد منهم عن صاحبه الذي يتوجه إليه و لا عن قتله و اتعدوا لشهر رمضان في الليلة التي قتل فيها ابن ملجم عليا عليه السلام.
قال أبو مخنف قال أبو زهير [1] العبسي: الرجلان الآخران، البرك بن عبد اللّه التميمي و هو صاحب معاوية، و الآخر عمرو بن بكر التميمي و هو صاحب عمرو بن العاص.
فأما صاحب معاوية فإنه قصده [2] فلما وقعت عينه عليه ضربه فوقعت ضربته في إليته، و أخذ، فجاء الطبيب إليه فنظر إلى الضربة، فقال اسماعيل بن راشد في حديثه: فقال: إن السيف مسموم فاختر إما أن أحمي لك حديدة فأجعلها في الضربة فتبرأ و إما أن أسقيك دواء فتبرأو ينقطع نسلك. قال أما النار فلا أطيقها، و أما النسل ففي يزيد و عبد اللّه ما يقرّ عيني و حسبي بهما، فسقاه الدواء، فعوفي و عالج جرحه حتى التأم و لم يولد له بعد ذلك.
قال و قال له البرك بن عبد اللّه إن لك عندي بشارة، قال: و ما هي؟ فأخبره بخبر صاحبيه، و قال له: إن عليا يقتل في هذه الليلة فاحبسني عندك فإن قتل فأنت ولي ما تراه في أمري، و إن لم يقتل أعطيتك العهود و المواثيق أن أمضي فأقتله ثم أعود إليك فأضع يدي في يدكحتى تحكم فيّ بما تراه، فحبسه عنده، فلما أتاه أن عليا قد قتل خلى سبيله.
و قال غيره من الرواة بل قتله من وقته.
قال و أما صاحب عمرو بن العاص فإنه وافاه في تلك الليلة و قد وجد علة فأخذ دواء و استخلف رجلا يصلي بالناس يقال له خارجة بن أبي حبيبة أحد بني عامر بن لؤي، فخرج للصلاة و شد عليه عمرو بن بكر فضربه بسيفه فأثبته،
[1] في ط و ق «قال زهير» و التصويب من الخطية و ابن أبي الحديد.