كتب إليّ علي بن أبي قربة العجلي، قال: حدثنا يحيى بن عبد الرحمن الكاتب قال: حدثني نصر بن مزاحم المنقري بما شاهد من ذلك، قال و حدث بما غاب عنه عمن حضره فحدثني به، و يحيى بن عبد الرحمن أيضا بنتف من خبره عن غير نصر بن مزاحم، و أخبرني أحمد بن عبيد اللّه بن عمار، عن علي بن محمد بن سليمان النوفلي بأخباره.
فربما ذكرت الشيء اليسير منها و المعنى الذي يحتاج إليه؛ لأن علي بن محمد كان يقول: بالإمامة فيحمله التعصب لمذهبه على الحيف فيما يرويه [1] ، و نسبة من روى خبره من أهل هذا المذهب إلى قبيح الأفعال، و أكثر حكاياته في ذلك بل سائرها عن أبيه موقوفا عليه لا يتجاوزه، و أبوه حينئذ مقيم بالبصرة لا يعلم بشيء من أخبار القوم، إلاّ ما يسمعه من ألسنة العامة على سبيل الأراجيف و الأباطيل، فيسطره في كتابه عن غير علم، طلبا منه لما شان القوم، و قدح فيهم.
فاعتمدت على رواية من كان بعيدا عن فعله في هذا، و هي رواية نصر بن مزاحم، إذ كان ثبتا في الحديث و النقل، و يظهر أنه ممن سمع خبر أبي السرايا عنه.