و قال علي بن إبراهيم، عن إبراهيم بن بنان الخثعمي، عن محمد بن أبي الخنساء: أنه أجاع السباع ثم ألقاه إليها فأكلته.
فحدثني أحمد بن سعيد، قال: حدثنا يحيى بن الحسن، قال: حدثني موسى بن عبد اللّه عن أبيه، و محمد بن عبيد اللّه البكري، عن سلمة بن عبد اللّه بن عبد الرحمن المخزومي، عن عبد الرحمن بن عبد اللّه بن عمر بن حفص العمري، قال:
دعينا لمناظرة يحيى بن عبد اللّه بن الحسن بحضرة الرشيد، فجعل يقول له:
اتق اللّه و عرّفني أصحابك السبعين لئلا ينتقض أمانك. و أقبل علينا فقال: إن هذا لم يسم أصحابه، فكلما أردت أخذ إنسان بلغني عنه شيء أكرهه، ذكر أنه ممن أمّنت.
فقال يحيى: يا أمير المؤمنين، أنا رجل من السبعين فما الذي نفعني من الأمان، أفتريد أن أدفع إليك قوما تقتلهم معي، لا يحلّ لي هذا.
قال: ثم خرجنا ذلك اليوم، و دعانا له يوما آخر، فرأيته أصفر الوجه متغيرا، فجعل الرشيد يكلمه فلا يجيبه، فقال: ألا ترون إليه لا يجيبني، فأخرج إلينا لسانه و قد صار أسود مثل الفحمة [1] ، يرينا أنه لا يقدر على الكلام فتغيظ الرشيد و قال:
إنه يريكم أني سقيته السم، و و اللّه لو رأيت عليه القتل لضربت عنقه صبرا.
قال: ثم خرجنا من عنده فما وصلنا في وسط الدار حتى سقط على وجهه لا حراك به [2] .
حدثني أحمد بن سعيد، قال: حدثني يحيى بن الحسن، قال: كان