البغوي و غيرهم. و حدثني علي بن إبراهيم العلوي، قال: كتب إليّ محمد بن حماد يذكر أن محمد بن إسحاق البغوي حدثه عن أبيه و غيره من مشايخه، و حدثني علي بن إبراهيم، قال: كتب إليّ إبراهيم بن بنان الخثعمي يذكر عن محمد بن أبي الخنساء.
و قد جمعت روايتهم في خبر يحيى إلاّ ما عسى أن يكون من خلاف بينهم فأفرده و أذكر رواته.
قالوا:
إن يحيى بن عبد اللّه بن الحسن لما قتل أصحاب فخ كان في قبلهم، فاستتر مدة [1] يجول في البلدان، و يطلب موضعا يلجأ إليه، و علم الفضل بن يحيى بمكانه في بعض النواحي فأمره بالانتقال عنه و قصد الديلم، و كتب له منشورا لا يتعرض له أحد.
فمضى متنكرا حتى ورد الدّيلم، و بلغ الرشيد خبره و هو في بعض الطريق، فولى الفضل بن يحيى نواحي المشرق، و أمره بالخروج إلى يحيى.
فحدثني علي بن إبراهيم العلوي، قال: كتب إليّ موسى بن محمد بن حماد [2]
يخبرني أن محمد بن يوسف حدثه عن عبد اللّه بن خوات [3] ، عن جعفر بن يحيى الأحول عن إدريس بن زيد، قال:
عرض رجل للرشيد فقال: يا أمير المؤمنين نصيحة.
فقال لهرثمة: اسمع ما يقول.
قال: إنها من أسرار الخلافة. فأمره ألا يبرح، فلما كان في وقت الظهيرة دعا به فقال: اخلني، فالتفت الرشيد إلى ابنيه فقال: انصرفافانصرفا، و بقي خاقان، و الحسن على رأسه فنظر الرجل إليهما، فقال الرشيد: تنحيا عني، ففعلا، ثم أقبل على الرجل فقال: هات ما عندك.