responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مقاتل الطالبيين نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 1  صفحه : 293

شاهت الوجوه، ثلاثا، عصي اللّه في كل شي‌ء، و انتهكت الحرم، و سفكت الدماء، و استؤثر بالفي‌ء، فلم يجتمع منكم اثنان فيقولان: هل نغيّر هذا و هلّم بنا ندع اللّه أن يكشف هذا، حتى إذا غلت أسعاركم في الدينار بكيلجة [1] جئتم على الصّعب و الذّلول من كل فجّ عميق تصيحون إلى اللّه أن يرخص أسعاركم، لا أرخص اللّه أسعاركم، و فعل بكم و فعل.

قال:

و صليت يوما إلى جنب بشير الرحّال، و كان شيخا عظيم الرأس و اللحية، ملقيا رأسه بين كتفيه، فمكث طويلا ساكتا، ثم رفع رأسه فقال:

عليك أيها المنبر لعنة اللّه و على من حولك، فو اللّه لولاهم ما نفذت للّه معصية، و أقسم باللّه لو يطيعني هؤلاء الأبناء حولي لأقمت كلّ امرئ منهم على حقّه و صدقه، قائلا للحق أو تاركا له، و أقسم باللّه لئن بقيت لأجهدن في ذلك جهدي أو يريحني اللّه من هذه الوجوه المشوّهة المستنكرة في الإسلام.

قال: فو اللّه لخفنا ألاّ نتفرق حتى توضع في أعناقنا الحبال.

قال:

و كان السائل يقف على بشير يسأله فيقول له: يا هذا إن لك حقّا عند رجل ها هنا، و إن أعانني عليه هؤلاء أخذت لك حقك فأغناك، فيقول السائل: فأنا أكلمهم، فيأتي الخلق في المسجد الجامع فيقول: يا هؤلاء، إنّ هذا الشيخ زعم أن لي حقّا عند رجل، و إنكم إن أعنتموه أخذ لي حقي، فأنشدكم اللّه إلاّ أعنتموه. فيقولون له: ذلك شيخ يعبث.

قال: و كان بشير يقول يعرّض بأبي جعفر:

أيها القائل بالأمس: إن ولّينا عدلنا، و فعلنا و صنعنا، فقد وليت فأيّ عدل أظهرت؟و أيّ جور أزلت؟ [2] و أي مظلوم أنصفت؟آه. ما أشبه الليلة


[1] الكيلجة: مكيال و جمعه كيالجة.

[2] كذا في الخطية، و في ط و ق «فقد وليت بأي العدل أظهرت، و أي جوادا ركبت» .

نام کتاب : مقاتل الطالبيين نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 1  صفحه : 293
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست