و كان إبراهيم بن عبد اللّه جاريا على شاكلة أخيه محمد في الدين، و العلم، و الشجاعة و الشدة. و كان يقول شيئا من الشعر. فحدثني أحمد بن سعيد، قال: حدثنا يحيى بن الحسن[العلوي] [1] ، قال حدثني إسماعيل بن يعقوب، قال:
ذكر عبد اللّه بن الحسن بن إبراهيم أن جدّه إبراهيم بن عبد اللّه قال في زوجته بحيرة بنت زياد الشيبانية:
ألم تعلمي يا بنت بكر تشوقي [2] # إليك و أنت الشخص ينعم صاحبه
و علقت ما لو نيط بالصخر من جوى # لهد من الصخر المنيف جوانبه [3]
رأت رجلا بين الركاب ضجيعه # سلاح و يعبوب فباتت تجانبه [4]
تصد و تستحيى و تعلم أنّه # كريم فتدنو نحوه فتلاعبه
فأذهلنا عنها و لم نقل قربها # و لم يقلها دهر شديد تكالبه [5]
عجاريف فيها عن هوى النفس زاجر # إذا اشتبكت أنيابه و مخالبه [6]
أخبرنا عمر[بن عبد اللّه] [7] ، قال: حدّثنا عمر بن شبّة، قال حدّثني عبد العزيز بن أبي سلمة العمري، و سعيد بن هريم:
أن محمدا، و إبراهيم كانا عند أبيهما، فوردت إبل لمحمد فيها ناقة شرود لا يردّ رأسها شيء، فجعل إبراهيم يحدّ النظر إليها، فقال له محمد: كأنّ نفسك تحدثك أنك رادها؟قال نعم. قال: فإن فعلت فهي لك، فوثب إبراهيم فجعل يتغير لها و يتستر بالإبل، حتى إذا أمكنته جاءها [8] و أخذ بذنبها،
[1] الزيادة من الخطية، و فيها «... بحيرة بنت ريا» .
[2] كذا في الخطية، و في ط و ق «با بنت بكر بأنني» .