ظلّت سيوف بني أبيه تنوشه # أن قام مجتهدا بدين محمد [1]
و قال عبد اللّه بن مصعب [2] :
سالت دموعك ضلّة قد هجت لي # برحاء وجد يبعث الأحزانا [3]
هلاّ على المهدي و ابني مصعب # أذريت دمعك ساكبا تهتانا
و لفقد إبراهيم حين تصدّعت # عنه الجموع فواجه الأقرانا [4]
و اللّه ما ولد الحواضن مثله # أمضى و أرفع محتدا و مكانا [5]
و أشدّ ناهضة و أقول للتي # تتقي مصارع أهلها العدوانا [6]
رزء لعمرك لو يصاب بمثله # ميطان صدّع رزؤه ميطانا [7]
و قال عبد اللّه بن مصعب أيضا [8] . أنشدنيه ابن سعيد عن يحيى بن الحسن، عن اسماعيل بن يعقوب:
يا صاحبيّ دعا الملامة و اعلما # أن لست في هذا بألوم منكما [9]
وقفا بقبر ابن النبي و سلّما # لا بأس أن تقفا به فتسلما
قبر تضمّن خير أهل زمانه # حسبا و طيب سجية و تكرّما [10]
[لم يجتنب قصد السبيل و لم يحد # عنه و لم يفتح بفاحشة فما] [11]
[1] في ط و ق «بني أمية» .
[2] الطبري 9/230.
[3] كذا في الطبري و في النسخ «ترحا و وجدا تبعث الأحزانا» .
[4] في ط و ق «فوجهوا الأقرانا» .
[5] كذا في الطبري و في ط «ما ولدت هواضن مثلهم» و في ق «هوازن» .
[6] و في الطبري «تنفي مصادر عدلها البهتانا» و بعده بيت زائد.
[7] في الطبري «مبطان» و في القاموس: «ميطان كميزان من جبال المدينة» .
[8] الطبري 9/231 و ابن الأثير 5/223.
[9] في ط و ق «دع» .
[10] بعده في الطبري:
رجل نفى بالعدل جور بلادنا # و عفا عظيمات الأمور و أنعما.
[11] الزيادة من الخطية و هو ثابت في الطبري و ابن الأثير و بعده فيهما:
لو أعظم الحدثان شيئا قبله # بعد النبي به لكنت المعظما
أو كان أمتع بالسلامة قبله # أحدا الكان قصاره أن يسلما
ضحوا بإبراهيم خير ضحية # فتصرمت أيامه و تصرما.