قال مروان بن محمد لعبد اللّه بن الحسن: ائتني بابنك محمد.
قال: و ما تصنع به يا أمير المؤمنين؟.
قال: لا شيء إلاّ أنه إن أتانا أكرمناه، و إن قاتلنا قاتلناه، و إن بعد عنا لم نهجه.
قال أبو زيد: و حدثني يعقوب بن القاسم، عن الحسين بن عيسى الجعفي، عن المغيرة بن زميل العنبري: أن مروان بن محمد قال له-يعني لعبد اللّه بن الحسن-: ما فعل مهديكم؟.
قال: لا تقل ذلك يا أمير المؤمنين فليس كما يبلغك.
فقال: بلى، و لكن يصلحه اللّه و يرشده.
أخبرني عيسى بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن الحرث، عن المدائني، قال:
بلغني أن عبد الملك بن عقبة اجتاز بحاج مشرف على الطريق، و محمد بن عبد اللّه بن الحسن مطلع من خوخة، فقال رجل لابن عقبة: ارفع رأسك، فانظر إلى محمد بن عبد اللّه بن الحسن، فطأطأ رأسه و قال للرجل: إن أمير المؤمنين-يعني مروان بن محمد-قال لي: ان استتر منك بثوب فلا تكشفه عنه، و إن كان جالسا على جدار فلا ترفع رأسك إليه، و مضى.
أمر محمد بن عبد اللّه و مقتله
قال أبو الفرج الأصبهاني رحمه اللّه:
و كان سبب عجلته بالخروج قبل أن يتم أمر دعاته الذين أنفذهم إلى الآفاق، إنفاذ عبد اللّه بن الحسن إليه موسى أخاه ليصير إلى أبي جعفر، و يزول عما كان عليه فيما أظهره له، و أسر إلى موسى غير ذلك، فصار إلى المدينة فأقام بها حولا بدافع رياح بن عثمان، ثم استبطأه، و كتب إلى أبي جعفر في أمره