قال: إنه أرسل إليّ بعد أخذه عبد اللّه، فأتيته، فأمرني يوما بدخول بيت، فدخلته فإذا بعبد اللّه بن الحسن مقتول، فسقطت مغشيا عليّ، فلما أفقت أعطيت اللّه عهدا لا يختلف في أمره سيفان إلاّ كنت مع الذي عليه منهما [1] .
و ذكر محمد بن علي بن حمزة أنه سمع من يذكر أن يعقوب، و إسحاق، و محمدا، و إبراهيم بني الحسن قتلوا في الحبس بضروب من القتل، و أن إبراهيم بن الحسن دفن حيا، و طرح على عبد اللّه بن الحسن بيت، رضوان اللّه عليهم.
و قال إبراهيم بن عبد اللّه-فيما أخبرني عمر بن عبد اللّه العتكي، عن أبيه، عن أبي زيد، عن المدائني-يذكر أباه، و أهله، و حملهم، و حبسهم [2] :
ما ذكرك الدمنة القفار و أهـ # ل الدار ما نأوا عنك أو قربوا [3]
إلاّ سفاها و قد تفرعك الـ # شيب بلون كأنه العطب
و مرّ خمسون من سنيك كما # عدّ لك الحاسبون إذ حسبوا
فعدّ ذكر الشباب لست له # و لا إليك الشباب ينقلب [4]
إنّي عرتني الهموم و احتضر الـ # هم و سادي و القلب منشعب
و استخرج الناس للشفاء و خلفـ # ت لدهر بظهره حدب [5]
اعوج استعدت اللئام به # و يحنو به الكرام إن شربوا [6]
نفسي فدت شيبة هناك و ظنـ # بوبا به من قيودهم ندب [7]
[1] في الطبري 9/199 بعد ذلك «و قلت للرسول الذي معي من قبله لا تخبره بما لقيت فإنه إن علم قتلني» .
[2] في الطبري «قال عمر حدثني المدائني قال لما خرج ببني حسن قال إبراهيم بن عبد اللّه بن حسن قال عمر و قد أنشدني غير أبي الحسن هذا الشعر لغالب الهمداني» .
[3] في النسخ «ما ذكرت الدمنة» و في الطبري «إما نأوك» . و العطب: القطن.