responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دوله الاسلام في الاندلس نویسنده : عنان، محمد عبد الله    جلد : 1  صفحه : 713
فباتوا بأنعم بال، وأسكن حال.
فلما ظن أعداء الله أن قد ملوا حربهم، وتجددت
لهم مدودهم، رفعوا معسكرهم، وقدموا صلبانهم، وخرجوا بفارسهم وراجلهم
فألقوا إلى ما يلى منهم العسكر، سراع خيولهم، فبادر المسلمون إليهم تبادر الأسود
الضارة، فغادرو موقفهم، وجالدوا بسيوفهم، حتى انفرج الموقف عن قتل
عظيم من عظمائهم، وأعولوا عليه، واستداروا حواليه، وانصرفوا قد أذلهم الله،
ووهنهم، وهون عليهم جمعهم، ووفور مددهم، في ضبط المعيشة، وقلة التبسط،
ومصابحة الحرب ومماساتها، حتى كأنهم أهل حصن حوصروا فيه، أو فل جيش
لا يستطيعون الرجوع إليه.
وأقام أمير المؤمنين ومن معه من جيوشه وحشده،
وأهل البصاير والحفايظ، وبلغ أمير المؤمنين أقصى أمل من إذلال جميع المشركين،
والاحتلال بساحتهم، وانحياز طاغيتهم في أعلى شاهق، يرجو النجاة بنفسه، فأمر
بالرحيل وقد ضاعف النظر، والعدو في ضبط ساقة جيشه لا توقع خروج الكفرة
في أثره.
وأصبح منتقلا، فما أقدم أعداء الله أن ينظروا من الجيش إلا من بعد
على رأس جبل، ونهض يطأ بلادهم وطأة متثاقل، حتى انصرف إلى نهر دويرة،
واستقبل عمارته من حصن مانكش التي اتصلت بنكاية أهله، فلم يدع فى
جليقية حصناً إلا هدمه، ولا معاشاً إلا انتسفه، حتى انتهى إلى مدينة روضة،
وهى خالية على عروشها، فأقام على هدمها، وهدم حصن دبيلش معها، يومين
كانا أطول على أعداء الله من عامين، لما غير فيهما من نعمهم، وهدم من مساكنهم،
وقطع من شجرهم.
وكان أمير المؤمنين يَرَ التقدم على نهر دويرة إلى شنت إشتيبن
وغرماج لنقص الزروع لديه وضيق (143 ب) العلف بإفساده.
فرفع إليه
من حضره من أهل مدينة الفرج وحصونها، يشكون ما يلقونه من مشركى
وادي أبينه، ومعاقلها، وترددوا عليه ضارعين إليه، أن يجعل ممر الجيش المؤيد
على حصونهم وعمارتهم، وذكروا أن ذلك أنفع لهم ولأهل الثغور معهم، من
الإيغال في بلد المشركين، ونكاية من لا ينالهم بغارة، ولا ينهض إليهم بقوة،
فصرف الجيوش عند ذلك إلى وادي أبينه، فلم يدع فيها حصناً إلا هدم، ولا
قرية إلا هدمت، ولا معاشاً إلا استقصى جميعه.
فلما صار في آخره ولم يبق موضع
يقوم الجيش بالتردد عليه، أمر الأدلاء بالكشف عن أفضل الطرق إلى حصن
أنتيشه، وأرفقها بالمسلمين في منصرفهم برازح ظهرهم، وأحوط عليهم فى
نام کتاب : دوله الاسلام في الاندلس نویسنده : عنان، محمد عبد الله    جلد : 1  صفحه : 713
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست