responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ مكه المشرفه والمسجد الحرام والمدينه الشريفه والقبر الشريف نویسنده : ابن الضياء    جلد : 1  صفحه : 347
قَالَ عز الدّين بن جمَاعَة: وشتان بَين هَذَا الْأَعرَابِي وَبَين من أضلّهُ الله فَحرم السّفر إِلَى زيارته صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَهِي من أعظم القربات كَمَا قدمْنَاهُ ولبعض زوار النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أَتَيْتُك زَائِرًا وودت أَنِّي ... جعلت سَواد عَيْني أمتطيه وَمَا لي لَا أَسِير على جفوني ... إِلَى قبر رَسُول الله فِيهِ قَالَ القَاضِي عِيَاض رَحمَه الله: وجدير بمواطن عمرت بِالْوَحْي والتنزيل، وَتردد بهَا جِبْرِيل وَمِيكَائِيل، وعرجت مِنْهَا الْمَلَائِكَة وَالروح، وضجت فِي عرصاتها بالتقديس وَالتَّسْبِيح، واشتملت تربَتهَا على جَسَد سيد الْبشر، وانتشر عَنْهَا من دين الله وَسنة نبيه مَا انْتَشَر، مدارس آيَات، ومساجد وصلوات، ومشاهد الْفَضَائِل والخيرات، ومعاهد الْبَرَاهِين والمعجزات، ومساكن الدّين، ومشاعر الْمُسلمين، وموقف سيد الْمُرْسلين، ومتبوأ خَاتم النَّبِيين، حَيْثُ انفجرت النُّبُوَّة وفاض عبابها، ومواطن مهبط الرسَالَة، وَأول أَرض مس جلد الْمُصْطَفى ترابها، أَن تعظم عرصاتها، وتنسم نفحاتها، وتقبّل ربوعها وجدرانها، وَأنْشد: يَا دَار خير الْمُرْسلين وَمن بِهِ ... هدى الْأَنَام وَخص بِالْآيَاتِ عِنْدِي لِأَجلِك لوعة وصبابة ... وَتَشَوُّقِ متوقد الجمرات وعليّ عهد إِن مَلَأت محاجري ... من تلكم الجدرات والعرصات لأُعَفِّرَنَّ مصون شيبي بَينهَا ... من كَثْرَة التَّقْبِيل والرشفات لَوْلَا العوادي والأعادي زرتها ... أبدا وَلَو سحباً على الوجنات لَكِن سأهدي من حفيل تحيتي ... لقطين تِلْكَ الدَّار والحجرات أزكى من الْمسك المفتق نفحة ... تغشاه بالآصال والبكرات وتخصه بزواكي الصَّلَوَات ... وتوأمي التَّسْلِيم والبركات
نام کتاب : تاريخ مكه المشرفه والمسجد الحرام والمدينه الشريفه والقبر الشريف نویسنده : ابن الضياء    جلد : 1  صفحه : 347
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست