و الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدانا لِهذا، وَ ما كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْ لا أَنْ هَدانَا اللَّهُ.
و صلى اللَّه على خيرته المصطفى لوحيه، المنتخب لرسالته، المفضل على جميع خلقه، بفتح رحمته، و ختم نبوته، و أعم ما أرسل به مرسل قبله، المرفوع ذكره مع ذكره في الأولى، و الشافع المشفع في الأخرى، أفضل خلقه نفسا، و أجمعهم لكل خلق رضيه في دين و دنيا، و خيرهم نسبا و دارا: محمد عبده و رسوله، و على آل محمد و صحبه و التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
و بعد: فإن الحمد للَّه تعالى أن أعاننا على إخراج هذا الكتاب الّذي يعدّ موسوعة تاريخية نادرة لم يسبق لها مثيل. و كيف لا و صاحبه هو واحد من أساطين المؤرخين الذين برعوا في هذا المجال و في غيره من فروع العلم، ألا و هو مؤرخ القرن السادس الهجريّ الإمام عبد الرحمن بن علي المعروف بابن الجوزي رحمه اللَّه رحمة واسعة و أسكنه فسيح جناته.
فقد عاش الإمام ابن الجوزي في فترة تميزت بتغيرات سياسية و اجتماعية واسعة النطاق، تخللته أيضا تيارات فكرية مختلفة، فقد عاش ابن الجوزي في مركز الخلافة العباسية بغداد، و أدرك معظم القرن السادس الهجريّ، و بذلك يكون قد عايش ستة من الخلفاء العباسيين هم: المسترشد باللَّه و الّذي تولى الخلافة العباسية من عام 512 ه-
نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 1 صفحه : 5