responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 1  صفحه : 374

قال: فإذا لم تصدقوني فأخروني ثلاثة أيام. فدعا اللَّه فأتى كل رجل ممن كان يحرسه في المنام، فأخبر أن يوشع لم يقتل موسى، و أنّا قد رفعناه إلينا، فتركوه و لم يبق ممن أبى أن يدخل قرية الجبارين مع موسى أحد إلا مات و لم يشهد الفتح.

و زعم ابن إسحاق: أن موسى كان قد كره الموت و أعظمه، فأراد اللَّه أن يحبب إليه الموت و يكره إليه الحياة، فنبي يوشع و كان يغدو عليه و يروح فيقول له موسى: يا نبي اللَّه ما أحدث اللَّه إليك؟ فيقول له يوشع: يا نبي اللَّه أ لم أصحبك كذا و كذا سنة، فهل كنت أسألك عن شي‌ء مما أحدث اللَّه إليك حتى تكون أنت الّذي تبتدئ به و تذكره؟ فلا يذكر له شيئا.

فلما رأى ذلك موسى كره الحياة و أحب الموت.

و كذلك قال محمد بن كعب القرظي: كان تحويل النبوة إلى يوشع بن نون قبل موت موسى، و كان يختلف يوشع إلى موسى غدوة و عشية، فيقول له موسى: يا نبي اللَّه هل أحدث اللَّه إليك اليوم شيئا؟ فيقول له يوشع: يا صفي اللَّه صحبتك من كذا و كذا سنة، فهل سألتك عن شي‌ء يحدثه اللَّه إليك حتى تكون أنت الّذي تبتدئه لي؟ فلما رأى موسى الجماعة عند يوشع أحب الموت.

قال أبو الحسين بن المنادي: هذه العبارة توهم بعض الأغبياء أن موسى غاظه ما رأى، فأحب الموت، إذ ضاق ذرعا بالذي أبصر من منزلة يوشع حين علت. و ليس كذلك، إنما أحب موسى الموت لما رأى له خلفا في أمته كافيا يقوم مقامه فيهم، فاستطاب حينئذ الموت لما وصفنا لا غير.

و أما استجابة يوشع و امتناع يوشع من إفشائه ما يكون من اللَّه إليه فلم يك من باب التعزز من يوشع و لا من حبه الاقتصار من موسى إليه، بل هو من استخبار موسى يوشع هل بلغ حد الأمناء الذين يكتمون ما يجب كتمه عن أقرب الناس إليهم و أعزهم عليهم، فلما ألفى يوشع بالغا هذه المرتبة لم يشك في نهوضه بالوحي و استمكانه من الحال التي أهل لها فهذا الّذي أصار موسى إلى السؤال [1].

و يدل على هذا ما روي عن الحسن أنه، قال: لما ودع موسى أهله و ولده أرسل‌


[1] في المختصر: «فهذا هو الّذي بعث موسى أم إلى السؤال».

نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 1  صفحه : 374
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست