نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 1 صفحه : 351
لميقات وقّته له ربه، فلما وصلوا قال لموسى: اطلب لنا أن نسمع كلام ربنا، فذكر قوم من علماء السير أنهم سمعوا كلام اللَّه من اللَّه و ليس هذا بصحيح، و أي خير يبقى لموسى، و إنما هلك القوم لأنهم قالوا: لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً[1] فصعقوا و ماتوا، فقام موسى يسأل ربه، و يقول: رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَ إِيَّايَ[2]، فرد اللَّه إليهم أرواحهم، فسألوا التوبة لبني إسرائيل من عبادة العجل، فقيل: لا إلا أن تقتلوا أنفسكم.
و قد ذكرنا أن السبعين إنما اعتذروا بعد توبة من تاب و قتلهم أنفسهم، و هذا قول السدي [3].
ان اللَّه تعالى أمر موسى و قومه إلى أريحا، و هي أرض بيت المقدس.
قال السدي [5]: ساروا حتى إذا كانوا قريبا منها بعث موسى اثني عشر نقيبا من جميع أسباط بني إسرائيل ليأتوه بخبر الجبارين، فلقيهم رجل من الجبارين يقال له: عاج، فأخذ الاثني عشر فجعلهم في حجزته [6]، و على رأسه حمل حطب، فانطلق بهم إلى امرأته، فقال: انظري إلى هؤلاء الذين يزعمون أنهم يريدون قتالنا، فطرحهم بين يديها و قال:
لأطحنهم برجلي، قالت: بل خل عنهم حتى يخبروا قومهم بما رأوا، ففعل ذلك.
فلما خرج القوم قال بعضهم لبعض: يا قوم، إنكم إن أخبرتم بني إسرائيل خبر القوم رجعوا عن نبي اللَّه، و لكن اكتموا و أخبروا نبي اللَّه، فانطلق عشرة منهم فأخبروا أهاليهم و كتم رجلان، فقال الناس: إِنَّ فِيها قَوْماً جَبَّارِينَ وَ إِنَّا لَنْ نَدْخُلَها حَتَّى يَخْرُجُوا