نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 1 صفحه : 348
إسرائيل: ما هذا؟ قالوا: نحن نخبرك: إن يوسف عليه السلام لما حضره الموت أخذ مواثيق من اللَّه أن لا نخرج من مصر حتى نخرج عظامه معنا، فقال موسى: و أيكم يدري أين قبر يوسف؟ قالوا: ما تدري إلا عجوز في بني إسرائيل، فأرسل إليها فقالت: و اللَّه لا أقول حتى تعطيني حكمي، قال: و ما حكمك؟ قالت: حكمي أن أكون معك في الجنة، فقيل له: أعطها، فأتت مستنقع ماء، فقالت: أنضبوا هذا الماء، فلما أنضبوه قالت:
احفروا ها هنا فاحتفروا، فبدت عظام يوسف، فلما أقلوها من الأرض بان لهم الطريق مثل ضوء النهار.
قال علماء السير: و كان لموسى حين خرج من مصر ثمانون سنة، و يقال: ان بين مولد إبراهيم إلى خروج موسى ببني إسرائيل من مصر خمسمائة و خمس سنين، و أن من هبوط آدم إلى خروج موسى ببني إسرائيل من مصر ثلاثة آلاف سنة و ثمانمائة و أربعين سنة.
و دعا موسى حين خرج، فقال: رَبَّنَا اطْمِسْ عَلى أَمْوالِهِمْ[1] فجعلت دراهمهم و دنانيرهم حجارة، حتى الحمص و العدس و الجوز، فلما خرجوا ألقى على القبط الموت فأصبحوا يدفنونهم فشغلوا عن طلب بني إسرائيل.
و قيل: بل علموا في الليل بخروجهم، فقال فرعون: لا نتبعهم حتى يصيح الديك، فما صاح ديك بلد بالليل.
و كان موسى على الساقة، و هارون يقدمهم، و تبعهم فرعون على مقدمته هامان في ألف ألف و ستمائة ألف حصان.
فَلَمَّا تَراءَا الْجَمْعانِ قالَ أَصْحابُ مُوسى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ[2] هذا البحر بين أيدينا و هذا فرعون خلفنا، قال موسى: كَلَّا إِنَّ مَعِي رَبِّي سَيَهْدِينِ[3].
قال قتادة: ذكر لنا أن مؤمن آل فرعون كان بين يدي موسى، و كان يقول: أين أمرت يا نبي اللَّه [أن تنزل] [4]؟ فيقول: أمامك، فيقول: و هل أمامي إلا البحر؟ فيقول: