نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 1 صفحه : 341
منها لباس يعرفون به من السكينة و الخشوع، سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ[1].
أولئك أوليائي حقا حقا، فإذا لقيتهم فاخفض لهم جناحك و ذلل لهم قلبك و لسانك.
و اعلم أنه من أهان لي وليا إذا خافه فقد بارزني بالمحاربة و ما رآني، و عرض نفسه [للهلكة] [2] و دعاني إليها، و أنا أسرع شيء إلى نصرة أوليائي، أ فيظن الّذي يحاربني أن يقوم لي؟ أو يظن الّذي يعاديني أن يعجزني؟ أم يظن الّذي بارزني أن يسبقني أو يفوتني؟ فكيف و أنا الثائر لهم في الدنيا و الآخرة لا أكل نصرتهم إلى غيري.
قال [3]: فأقبل موسى صلى اللَّه عليه و سلم إلى فرعون في مدينته، قد جعل حولها الأسد في غيضة قد غرسها، فالأسد فيها مع ساستها، إذا آسدتها على أحد أكل. و للمدينة أربعة أبواب في الغيضة، فأقبل موسى عليه السلام من الطريق الأعظم الّذي يراه منه فرعون، فلما رأته الأسد صاحت صياح الثعالب فأنكر ذلك الساسة و فرقوا من فرعون.
و أقبل موسى حتى انتهى إلى الباب إلى قبة فرعون فقرعه بعصاه، و عليه جبة صوف و سراويل صوف، فلما رآه البواب عجب من جرأته فتركه و لم يأذن له، و قال: هل تدري من تضرب؟ إنما تضرب باب سيدك، قال: أنت و أنا و فرعون عبيد لربي عز و جل فأنا آمره، فأخبر البواب الّذي يليه و البوابين حتى بلغ ذلك أدناهم و دونهم سبعون حاجبا كل حاجب منهم تحت يده من الجنود ما شاء اللَّه عز و جل كأعظم أمير اليوم إمارة، حتى خلص الخبر إلى فرعون، فقال: أدخلوه عليّ [فأدخلوه] [4]، فلما أتاه قال له فرعون: أ أعرفك، قال: نعم، قال: أَ لَمْ نُرَبِّكَ فِينا وَلِيداً[5]. فرد موسى عليه الّذي ذكره اللَّه عز و جل، قال فرعون: خذوه، فبادرهم موسى فَأَلْقى عَصاهُ فَإِذا هِيَ ثُعْبانٌ مُبِينٌ[6] فحملت على الناس فانهزموا منها فمات منهم خمسة و عشرون ألفا، قتل بعضهم بعضا.
و قام فرعون منهزما حتى دخل البيت، فقال لموسى: اجعل بيننا و بينك أجلا ننظر