نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 1 صفحه : 336
الدوري، حدثنا عبد اللَّه، أخبرنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون، عن عمر بن الخطاب رضي اللَّه عنه:
أن موسى عليه السلام لما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون، فلما فرغوا أعادوا الصخرة على البئر، فلا يطيق رفعها إلا عشرة رجال، فإذا هو بامرأتين تذودان، قال: ما خطبكما؟ فحدثتاه، فأتى الحجر فرفعه، ثم لم تسق إلا ذنوبا واحدا حتى رويت الغنم، و رجعت المرأتان إلى أبيهما، فحدثتاه، و تولى موسى الظل، فقال:
فجاءته إحداهما تَمْشِي عَلَى اسْتِحْياءٍ واضعة ثوبها على ثغرها، فقالت: إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ ما سَقَيْتَ لَنا[2] فقال لها: امشي خلفي و دليني الطريق، فإنّي أكره أن يصيب الريح ثيابك فيصف لي جسدك.
فلما انتهى إلى أبيها: وَ قَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ[3]. قالَتْ إِحْداهُما يا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ[4]: قال: يا بنية، ما علمك بأمانته و قوته؟ قالت: أما قوته فرفعه الحجر و لا يطبقه إلا عشرة، و أما أمانته، فقال لي: امشي خلفي و صفي الطريق فإنّي أكره أن يصيب الريح ثوبك فيصف لي جسدك.
قال السدي: لما سمع شعيب قولها قال: إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هاتَيْنِ[5].
فزوج التي دعته، و قضى أيما الأجلين.
فأما اسم المرأة التي تزوجها فهو صفورا، و الأخرى ليّا.
و قد روي عن ابن عباس: أن الّذي استأجره صاحب مدين، و اسمه يثربي [6].