responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 1  صفحه : 290

الملك القدوس رب الملائكة و الروح ربنا ما عبدناك حق عبادتك. فبكى ذو القرنين بكاء شديدا، ثم قال: يا رفائيل إنّي لأحب أن أعيش فأبلغ من عبادة ربي حقّ طاعته. فقال رفائيل: أو تحبّ ذلك؟ قال: نعم، قال: فإن للَّه عينا في الأرض تسمى عين الحياة فيها عزيمة أنه من شرب منها شربة إنه لن يموت حتى يكون هو الّذي يسأل الموت. قال ذو القرنين: فهل تعلمون أنتم موضع تلك العين، فقال رفائيل: لا، غير أننا نتحدث في السماء أن للَّه في الأرض ظلمة لا يطؤها إنس و لا جان، فنحن نظن أن تلك العين هي التي في تلك الظلمة، فجمع ذو القرنين حكماء أهل الأرض، و أهل دراسة الكتب و آثار النبوة، و قال: أخبروني هل وجدتم فيما قرأتم من كتب اللَّه و ما جاءكم من أحاديث الأنبياء، و حديث من كان قبلكم من العلماء أن اللَّه وضع في الأرض عينا سماه عين الحياة؟ فقالت العلماء: لا، فقال ذو القرنين: فهل وجدتم فيها أن اللَّه وضع في الأرض ظلمة لا يطؤها إنس و لا جان؟ قالوا: لا، فقال عالم [من‌] [1] العلماء و اسمه أفشنجير:

أيها الملك لم تسأل عن هذا؟ فأخبره بالحديث و ما قال له رفائيل في العين و الظلمة، فقال: أيها الملك، إني قرأت وصية آدم فوجدت فيها أن اللَّه وضع في الأرض ظلمة لا يطؤها إنس و لا جان، فقال ذو القرنين: فأي أرض وجدتها في الأرض؟ قال: وجدتها على قرن الشمس.

فبعث ذو القرنين في الأرض فحشر الناس إليه الفقهاء و الأشراف و الملوك، ثم سار يطلب مطلع الشمس، فسار إلى أن بلغ طرف الظلمة ثنتي عشرة سنة، فإذا الظلمة ليست بليل و ظلمة تفور مثل الدخان، فعسكر ثم جمع علماء عسكره، فقال: إنّي أريد أن أسلك هذه الظلمة، فقالت العلماء: أيها الملك، إنه من كان قبلك من الأنبياء لم يطلبوا هذه الظلمة فلا تطلبها، فإنّا نخاف أن يتفق عليك منها [أمر] [2] تكرهه، و يكون فيها فساد الأرض، فقال: ما بد من أن أسلكها، فخرت العلماء سجدا، و قالوا: أيها الملك كف عن هذه الظلمة و لا تطلبها فإنا لو نعلم أنك إن طلبتها ظفرت بما تريد و لكنا نخاف العتب من اللَّه، و يتفق عليك أمر يكون فيه فساد الأرض و ما عليها، فقال: ما بد من أن أسلكها، فقالت العلماء: شأنك بها، فقال ذو القرنين: أي الدواب بالليل أبصر؟


[1] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل و أوردناها من المرآة 1/ 330.

[2] ما بين المعقوفتين: من هامش الأصل.

نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 1  صفحه : 290
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست