نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 1 صفحه : 288
و الرابع: لأنه رأى في النوم كأنه امتد من السماء إلى الأرض، فأخذ بقرني الشمس، فقص ذلك على قومه فسمي بذي القرنين.
و الخامس: لأنه ملك فارس و الرّوم.
و السادس: لأنه كان في رأسه شبه القرنين. رويت هذه الأقوال الأربعة عن وهب ابن منبه.
و السابع: لأنه كانت له غديرتان من شعر. قاله الحسن.
قال أبو بكر بن الأنباري: و العرب تسمى الضفيرتين من الشعر غديرتين و ضفيرتين و قرنين. و من قال سمي بذلك لأنه ملك فارس و الروم قال: لأنهما عاليان على جانبين من الأرض، فقال لهما قرنان.
و الثامن: لأنه كان كريم الطرفين من أهل بيت ذوي شرف.
و التاسع: لأنه انقرض في زمانه قرنان من الناس و هو حيّ.
و العاشر: لأنه سلك الظلمة و النور. ذكر هذه الأقوال [الأربعة] [1] أبو إسحاق الثعلبي [2].
قال مجاهد: ملك الأرض أربعة، مؤمنان و كافران، فالمؤمنان: سليمان بن داود، و ذو القرنين، و الكافران: نمرود، و نصر.
قال أبو الحسين أحمد بن جعفر: زعموا أن ذا القرنين أحد عظماء ملوك الأرض إلا أن اللَّه أعطاه مع ذلك التوحيد و الطاعة و اصطناع الخير، و مدّ له في الأسباب و أعانه على أعدائه، و فتح المدائن و الحصون، و غلب الرجال و عمر عمرا طويلا بلغ فيه المشارق و المغارب و بنى السد فيما بين الناس و بين يأجوج و مأجوج، و كان في ذلك رحمة للمؤمنين، و حرزا منيعا من البلاء الّذي لا طاقة لهم به.