نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 1 صفحه : 281
عام لا تزيده الحجج إلا تماديا. ثم انه حلف ليطلبن إله إبراهيم.
قال السدي عن أشياخه: أخذ نمرود أربعة أفرخ من فراخ النسور فرباهن باللحم و الخمر حتى إذا كبرن و غلظن و استعلجن، قرنهن بتابوت، و قعد في ذلك التابوت، ثم رفع رجلا من لحم لهنّ، فطرن به، حتى إذا ذهبن في السماء أشرف ينظر إلى الأرض فرأى الأرض تحته كأنها فلكة في ماء، ثم صعد فوقع في ظلمة، فلم ير ما فوقه و لا ما تحته، ففزع فألقى اللحم فاتبعته منقضّات، فلما رأت الجبال ذلك كادت تزول، فذلك قوله تعالى: وَ إِنْ كانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبالُ[1].
فلما رأى أنه لم يطق شيئا أخذ في بنيان الصرح، فبناه، ثم ارتقى ينظر و سقط الصرح، و تبلبلت ألسن الناس يومئذ من الفزع [2].
و من الأحداث في زمن الخليل عليه السلام هلاك نمرود
قال زيد بن أسلم: بعث اللَّه إلى نمرود ملكا أن آمن بي و أتركك على ملكك.
قال: فهل ربّ غيري؟ فأتاه الثانية فقال له ذلك فأبى عليه، ثم أتاه الثالثة، فقال له ذلك فأبى عليه، فقال له الملك: اجمع جموعك إلى ثلاثة أيام، فجمع جموعه، فأمر اللَّه الملك ففتح عليه بابا من البعوض، و طلعت الشمس فلم يروها من كثرتها، فبعثها اللَّه عليهم فأكلت لحومهم و شربت دماءهم فلم يبق إلا العظام و الجبار كما هو لم يصبه من ذلك شيء، فبعث اللَّه عليه بعوضة فدخلت في منخره فمكث أربعمائة سنة يضرب رأسه بالمطارق، و أرحم الناس به من جمع يديه ثم ضرب بهما رأسه فعذبه اللَّه أربعمائة عام كما ملكه و أماته اللَّه. و هو الّذي بنى صرحا إلى السماء، [فأتى اللَّه بنيانه من القواعد، و هو قال اللَّه] [3]: فَأَتَى اللَّهُ بُنْيانَهُمْ مِنَ الْقَواعِدِ[4].