أنه دعا أباه آزر إلى الإيمان، فقال: يا أبت لم تعبد ما لا يسمع و لا يبصر و لا يغني عنك شيئا، فأبى أبوه أن يطيعه، فأعرض عنه إبراهيم، و قد كان إبراهيم يجاهده.
و قال أبو الحسن بن البراء: كان لإبراهيم ثلاثمائة يقاتلون بالعصي. و لم يحارب من الأنبياء إلا هو، و موسى، و داود، و محمد عليهم السلام [2].
و ذلك أن إبراهيم و من معه من أصحابه المؤمنين أجمعوا على فراق قومهم، فخرج إبراهيم مهاجرا إلى ربه عز و جل، و خرج معه لوط مهاجرا، و سارة زوجته. و قد ذكرنا أنه تزوجها في طريق هجرته بحران، و خرج بها من حرّان حتى قدم مصر و بها فرعون من الفراعنة الأول. و كانت سارة أحسن الناس، فلما وصف لفرعون حسنها بعث يطلبها [4].
أخبرنا هبة اللَّه بن الحصين، أخبرنا الحسن بن علي التميمي، أخبرنا أحمد بن جعفر، حدثنا عبد اللَّه بن أحمد، قال: حدثني أبي، حدثنا علي بن حفص، عن ورقاء، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلم: «دخل إبراهيم قرية فيها ملك من الملوك- أو جبار من الجبابرة، فقيل: دخل إبراهيم الليلة بامرأة من أحسن الناس. قال: فأرسل إليه: من هذه معك؟ قال: أختي، قال: أرسل بها، قال: فأرسل بها إليه، و قال: لا تكذبي قولي، فإنّي قد أخبرت أنك أختي، أن ليس على الأرض مؤمن غيري و غيرك، قال: فلما دخلت إليه قام إليها. قال: فأقبلت تصلي و تقول: اللَّهمّ إن كنت تعلم أني آمنت بك و برسولك، و أحصنت فرجي إلا على زوجي فلا تسلّط عليّ الكافر. قال: فغطّ حتى ركض برجله