نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 1 صفحه : 260
رب غيره، ثم رأى كوكبا ثم رأى الشمس فقال ما قصه اللَّه تعالى علينا.
ثم ذهبت به أمه إلى أبيه فأخبرته ما صنعت به فسر بسلامته.
و كان آزر يصنع الأصنام و يقول لإبراهيم: بعها، فيقول إبراهيم: من يشتري ما يضره و لا ينفعه؟ فشاع بين الناس استهزاؤه بالأصنام، ثم أراد أن يادي إبراهيم قومه بالمخالفة، فخرجوا إلى عيد لهم فقال: إِنِّي سَقِيمٌ[1] فلما ذهبوا، قال: لَأَكِيدَنَّ أَصْنامَكُمْ[2]. فسمعها بعضهم، ثم دخل إبراهيم إلى بيت الآلهة و قد جعلوا بين يديها طعاما، فقال: أ لا تأكلون؟ فلما لم يجبه أحد، قال: ما لكم لا تنطقون! فراغ عليهم ضربا باليمين، ثم علق الفأس في عنق الصنم الأكبر ثم خرج. فلما رجع القوم قالوا:
مَنْ فَعَلَ هذا بِآلِهَتِنا ثم ذكروا فقالوا: سَمِعْنا فَتًى يَذْكُرُهُمْ[3] أي: يسبهم، فجاءوا به إلى ملكهم نمرود، فقال: أَ أَنْتَ فَعَلْتَ هذا ... يا إِبْراهِيمُ. قالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذا[4] غضب أن تعبد معه هذه الصغار و هو أكبر منها، فكسرهن، فقالوا: ما نراه إلا كما قال، فقال له نمرود: فما إلهك الّذي تعبد؟ قال: ربّي الّذي يحيي و يميت، قال نمرود: أنا أحيي و أميت، آخذ رجلين قد استوجبا القتل في حكمي فأقتل أحدهما فأكون قد أمتّه، و أعفو عن الآخر فأكون قد أحييته، فقال له إبراهيم/: فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِها مِنَ الْمَغْرِبِ[5] فبهت عند ذلك نمرود و حبسه سبع سنين [6].
أخبرنا محمد بن أبي القاسم، أخبرنا أحمد بن أحمد، أخبرنا أبو نعيم الأصبهاني، حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد، حدثنا عبد اللَّه بن سيبويه، حدثنا إسحاق بن راهويه، حدثنا بهز، حدثنا سليمان التيمي، عن أبي عثمان، عن سلمان، قال: جوّع لإبراهيم عليه السلام أسدان ثم أرسلا عليه، فجعلا يلحسانه و يسجدان له.
قال علماء السير: ثم أجمع نمرود و قومه على تحريقه، فقالوا: أحرقوه.