نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 1 صفحه : 177
و حكى أبو جعفر الطبري أن إبليس بعث حكما يقضي بين الجن في الأرض فقضى بينهم بالحق ألف سنة فسمي حكما، فدخله الكبر فألقى بين الذين كان حكم بينهم العداوة و البغضاء حتى اقتتلوا، فبعث اللَّه عز و جل عليهم [نارا] فأحرقتهم، فعرج السماء، و أقام عند الملائكة يعبد اللَّه إلى أن خلق آدم. [1]
و القول الثاني: إنه كان من الجن. قال الحسن: لم يكن إبليس من الملائكة قط.
و قال شهر بن حوشب: كان إبليس من الجن الذين طردتهم الملائكة، فأسره بعض الملائكة فذهب به إلى السماء [2].
و قال سعد بن مسعود: كانت الملائكة تقاتل الجن فسبي إبليس، و كان صغيرا، و كان مع الملائكة يتعبد معها، فلما أمروا أن يسجدوا سجدوا و أبى إبليس [3].
و روى سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: كان إبليس اسمه عزازيل، ثم إبليس بعد.
و قال ابن جريج: كان اسم إبليس في السماء الحارث.
و قد روى ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، قال: خلق اللَّه إبليس من مارج من نار، فلما خلق علق في الهواء، فقال: يا هواء إن كنت فوقي فارفعني إليك، و إن كنت أسفل مني فأهبطني إليك. فنودي: إن اللَّه بكل مكان و مع كل إنس و جان، فاصطكت أسنانه، و خرج من فيه شرر خلق من كل شررة شيطان مخلد.
أخبرنا محمد بن عبد الباقي بن أحمد بن سليمان، قال: أخبرنا أحمد بن أحمد الحداد، قال: أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد اللَّه الحافظ، قال: حدثنا أبي، قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن أبان، قال: حدثنا أبو بكر بن عبيد، قال: حدّثنا يحيى بن عثمان، قال: حدثنا بقية، عن سفيان، قال: أوحى اللَّه تعالى إلى موسى عليه السلام إن أول من مات إبليس، و ذلك أنه أول من عصاني، و أنا أعد من عصاني من الموتى.