أخبرناه أبو القاسم هبة اللَّه بن محمد بن الحصين، أخبرنا أبو علي الحسن بن علي التميمي، أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر، قال: حدّثنا عبد اللَّه بن أحمد بن حنبل، قال: حدّثني أبي، قال:
أخبرنا أبو عبد الرحمن، أخبرنا حيوة، حدثنا أبو هاني الخولانيّ، أنه سمع أبا عبد الرحمن الجيلي يقول: سمعت عبد اللَّه بن عمرو، يقول: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلم يقول: «قدر اللَّه المقادير قبل أن يخلق السموات و الأرض بخمسين ألف سنة».
و إنما قلت: المراد بالقدر ما كتب مما يكون، لأنه لا يجوز أن يكون المراد بالتقدير علم ما يكون من جهة أن علم الحق عز و جل قديم لا يستند إلى سنين معدودة، فعلم أن المراد بالقدر كتابة المقدور، و فائدة إظهار المعلوم بمكتوب أن يعلم ان المخلوقات إنما وجدت عن تدبير تقدم وجودها.
و قد زعم محمد بن إسحاق ان أول ما خلق اللَّه النور و الظلمة [3]، و لا يقبل هذا مع الحديث المرفوع، و القياس يقتضي أن يكون مع القلم اللوح، لأنه يكتب فيه، و الدواة على ما ذكرناه.
و ما رأيتهم ذكروا هذا، و إن كان من الممكن خلق اللوح متأخرا، و أن تكون الكتابة متأخرة بعد المخلوقات.
قال أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: [4] ثم ثنى خلق القلم الغمام، و هو السحاب الرقيق.
[1] انظر الحديث في: تفسير ابن كثير 5/ 448، و حلية الأولياء 7/ 318، و التاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 92، و تاريخ بغداد 13/ 40، و تهذيب تاريخ ابن عساكر 5/ 300، و كشف الخفا 1/ 275، 306، و ميزان الاعتدال 8298.
[2] أخرجه الترمذي 2156، و أحمد بن حنبل 2/ 169، و القرطبي في التفسير 9/ 52، و الأسماء و الصفات للبيهقي 374، و انظر: كشف الخفا 2/ 38، و الدرر المنتثرة للسيوطي 314.