الدين خادم السلطان صلاح الدين، واقف الاقباليتين، التي للحنفية و التي للشافعية بدمشق، توفي ببيت المقدس انتهى. و قال الحافظ بن كثير في تاريخه سنة ثلاث و ستمائة: إقبال الخادم جمال الدولة، أحد خدام الملك صلاح الدين، واقف الاقباليتين، و كانتا دارين فجعلهما مدرستين، و وقف عليهما وقفا، الكبيرة للشافعية و الصغيرة للحنفية، و عليها ثلث الوقف، و كانت وفاته بالقدس الشريف انتهى. زاد الأسدي أنها في ذي القعدة.
(فائدة): و قال ابن كثير في سنة ثمان و عشرين و ستمائة: و فيها تكامل بناء المدرسة الاقبالية التي بسوق العجم من بغداد المنسوبة إلى إقبال الشرابي [1] و حضر بها الدرس و كان يوما مشهودا، و اجتمع فيها جميع المدرسين و المفتين ببغداد، و عمل بصحنها قباب الحلوى، فحمل منها إلى جميع المدارس و الربط، و رتب فيها خمسة و عشرين فقيها لهم الجوامك الدارّة في كل شهر، و الطعام في كل يوم، و الحلوى في أوقات المواسم، و الفواكه في زمانها، و خلع على المدرّسين و المعيدين و الفقهاء يومئذ، و كان وقفا حسنا تقبل اللّه منه انتهى. و تبعه عليه الأسديّ في تاريخه في السنة المذكورة، قال ابن شداد: ثم وليها شمس الدين بن سني الدولة، قال الذهبي في سنة خمس و ثلاثين و ستمائة: و شمس الدين بن سني الدولة قاضي القضاة أبو البركات يحيى بن هبة اللّه بن الحسن الدمشقي الشافعي، والد قاضي القضاة صدر الدين أحمد، ولد سنة اثنتين و خمسين و خمسمائة، و تفقه على ابن أبي عصرون [2] و القطب النيسابوري، و سمع من أحمد ابن الموازيني و طائفة، توفي في ذي القعدة انتهى.
قال ابن شداد: ثم وليها من بعده ولده صدر الدين. قال الذهبي في تاريخه العبر في سنة ثمان و خمسين و ستمائة: و فيها توفي ابن سني الدولة قاضي القضاة أبو العباس أحمد الملقب بصدر الدين بن يحيى بن هبة اللّه بن الحسن التغلبي الدمشقي المعروف بابن سني الدولة و هو لقب لجده الحسن، ولده سنة تسعين و خمسمائة، و سمع من الخشوعي و جماعة، و تفقه على أبيه قاضي القضاة