responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاخبار الطوال نویسنده : الدِّينَوري، أبو حنيفة    جلد : 1  صفحه : 50


وكانت بين اليوبيانوس وسابور مودة وخلة ، فأرسل إلى سابور ينذره ، فانصرف راجعا ، وسار الملك الرومي إلى باب مدينة طيسفون ، وخرج إليه سابور في جنوده ، فهزمه الرومي حتى بلغوا قنطرة جازر ، واحتوى الرومي على مدينة طيسفون ، ولم يقدروا على القصر لحصانته ، ومن فيه من الحماة عنه ، وثاب الناس إلى سابور ، فزحف إلى جمع الروم ، فنحاهم عن المدينة ، وعسكر ببابها ، وراسل ملك الروم ، فبينما هم في ذلك إذ أتى ملك الروم سهم عائر ، وهو في مضربه ، وحوله بطارقته ، فأصاب مقتله ، فسقط في أيدي الروم لمكانهم الذي هم به ، وأشراف عدوهم عليهم ، فطلبوا إلى اليوبيانوس أن يتملك عليهم ، فأبى ، وقال : لست أتملك على قوم مخالفين لي في ديني ، لأني على دين النصرانية ، وأنتم على دين الروم الأول ، فقال له البطارقة والعظماء :
فإنا نحن جميعا على مثل ما أنتم عليه ، غير أنا كنا نكاتم بذلك خوفا من الملك ، فتملك عليهم اليوبيانوس ، ولبس التاج .
وبلغ سابور أمرهم ، فأرسل إليهم : أصبحتم اليوم في قبضتي وقدرتي ، ولأقتلنكم بمكانكم هذا جوعا وهزلا ، فأجمع اليوبيانوس على إتيان سابور ، لما كان بينهم من المودة ، فأبى عليه البطارقة والرؤساء ، فخالفهم ، وأتاه ، فعرف له سابور يده عنده في إنذاره إياه تلك الليلة وجعل له اليوبيانوس نصيبين [1] ، وحيزها عوضا مما أفسدت الروم من مملكته ، وكتب له بذلك .
وبلغ أهل نصيبين ذلك ، فانتقلوا عنها ضنا بالنصرانية ، وكراهية لتمليك الفرس عليهم ، فنقل سابور إليها اثنى عشر ألف أهل بيت من إصطخر ، فأسكنهم فيها ، فعقبهم بها إلى اليوم ، وانصرفت الروم إلى أرضها ، فلما تم لسابور اثنتان وسبعون سنة حضره الموت ، فجعل الأمر من بعده لابنه سابور بن سابور .
فلما تم لملكه خمس سنين خرج يوما متصيدا ، فنزل بمكان ، وضربت



[1] انظر الخريطة ، وهي مدينة فيما بين النهرين ، وقد اشتهرت قديما بمدرستها السريانية

نام کتاب : الاخبار الطوال نویسنده : الدِّينَوري، أبو حنيفة    جلد : 1  صفحه : 50
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست