responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاخبار الطوال نویسنده : الدِّينَوري، أبو حنيفة    جلد : 1  صفحه : 203


يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد ) ، وقال الله عز وجل : ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون ) ، وأشهد على أن أهل دعوتنا من أهل ديننا أن قد اتبعوا الهوى ونبذوا حكم الكتاب وجاروا في الحكم ، وأن جهادهم لحق ، فأقسم بمن تعنو له الوجوه وتخشع له الأبصار ، لو لم أجد على قتالهم مساعدا لقاتلتهم وحدي حتى ألقى ربي شهيدا ) .
فلما سمع ذلك عبد الله بن السخبر ، وكان من أصحاب البرانس [1] استعبر باكيا ، ثم قال : ( لحي الله امرء لا يكون تشريح ما بين عظمه ولحمه وعصبه أيسر عنده من سخط الله عليه في لحظة يسعى بها على مقته ، فكيف وإنما تريدون بذلك وجه الله ، يا إخوتي ، تقربوا إلى الله ببغض من عصاه ، واخرجوا إليهم ، فاضربوا وجوههم بالسيوف حتى يطاع الله يثبكم ثواب المطيعين العاملين بمرضاته ، القائمين بحقوقه ، فإن تظفروا فالغنيمة والفتح ، وأن تغلبوا فأي شئ أفضل من المصير إلى رضوان الله وجنته ) ثم افترقوا يومهم ذلك .
فلما كان من الغد أقبل عبد الله بن وهب الراسبي في نفر من أصحابه حتى دخل على شريح بن أبي أوفى العبسي ، وكان من عظمائهم ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : ( أما بعد ، فإن هذين الحكمين قد حكما بغير ما أنزل الله ، وقد كفر إخواننا حين رضوا بهما ، وحكموا الرجال في دينهم ، ونحن على الشخوص من بين أظهرهم ، وقد أصبحنا والحمد لله ونحن على الحق من بين هذا الخلق ) .
فقال شريح : ( أنذر أصحابك . وأعلمهم خروجك ، ثم اخرج بنا على بركة الله حتى نأتي المدائن ، فننزلها ، ونرسل إلى إخواننا الذين بالبصرة ، فيقدموا علينا ، فتكون أيديهم مع أيدينا ) .



[1] البرنس كل ثوب رأسه منه ملتزق به ، دراعة كان أو ممطرا أو جبة ، وقال الجوهري ، البرنس : قلنسوة كبيرة ، وكان النساك يلبسونها في صدر الإسلام .

نام کتاب : الاخبار الطوال نویسنده : الدِّينَوري، أبو حنيفة    جلد : 1  صفحه : 203
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست