أ مّا بعد : فإنّ العلم من أهمّ البضائع المعنوية ، وأعظم الكمالات النفسانية ، وقد شرف علم الفقه من بين ذلك ; لاتّصاله بالله سبحانه ، وحفظه نظام المكلّفين بالنسبة إلى معادهم ومعاشهم جميعاً ، كما شرف بشرفه علم الاُصول ; لتوقّف الفقه والفقاهة عليه .
وإنّني بإمداد الله سبحانه ممّن توفّق للغور في هذا الفنّ والتحرير والدراسة فيه ، وقد جعلتُ محور استفادتي في هذا الفنّ بحث سيّدنا الاُستاذ الأكبر ، الحاج آغا روح الله الخميني ، أدام الله أظلاله على رؤوس المسلمين .
فجاء ـ بحمد الله ـ ما كان أفاده وألقاه في حوزة درسه ـ مجتمعاً ـ في هذه الأوراق والصحائف ، وبعد أن تمّ نظامه ، وتمسّك ـ بحمد الله ـ ختامه طلب منّي غير واحد من الأجلاّء الكرام والأصدقاء العظام تزئينه بالطبع والنشر ; ليعمّ نفعه ويكثر فيضه ; فأجبت مسؤولهم ، وسمّيته بـ «تهذيب الاُصول» .
وأسأل الله أن يوفّقنا لمراضيه ، ويجعل مستقبل أمرنا خيراً من ماضيه .