وبذلك يظهر النظر في كلام بعض الأعيان من المحشّين ; حيث جعل محلّ النزاع ما هو بديهي البطلان ، وحمل كلام ابن مالك عليه ; قائلا : أ نّه لايخفى على مثله أنّ الوضع هنا نوعي لاشخصي[ 1 ] ، فراجع وتأمّل .
تكميل : فيما هو الموضوع له في الهيئات
إنّ احتمال كون الألفاظ موضوعة للصورة الذهنية بما هي كذلك ممّا يبعد عن ساحة كلّ من انتسب بالفضل ; إذ الحقّ الواضح أ نّها بمفرداتها ومركّباتها موضوعة للمعاني الواقعية النفس الأمرية ; لأنّ هيئات الحملية في الجمل الخبرية وضعت للهوهوية الواقعية والمؤوّلة منها للأكوان الرابطة النفس الأمرية .
وأوضح منها الأعلام الشخصية والجنسية من الأسماء ; خصوصاً على رأي الجمهور في الاُولى ، وكذلك ما يليها من المبهمات والمعاني الحرفية ممّا يفيد الخصوصيات الواقعة في الخارج .
وما اختاره صاحب «الفصول» من كون الجمل الخبرية موضوعة للنسب الذهنية ; من حيث كشفها عن الواقع[ 2 ] تكلّف وتعسّف ; إذ المتبادر من الألفاظ إنّما هو نفس الحقائق الواقعية ليس إلاّ ، والصور الذهنية الحاصلة للمتكلّم والمخاطب في بعض المقامات مغفول عنها .
على أنّ الغرض من الوضع هو إفهام الواقعيات والحقائق التكوينية في الغالب ، فلا معنى لجعلها لغيرها من الصور الذهنية . وتوقّف انفهام الخارج على التصوّر غير كون الموضوع له هو المتصوّر ، وكأنّ الخلط إنّما وقع في ذلك .