قد أسلفنا ما هو المختار في مفاد الماضي والمضارع[ 1 ] ، بقي الكلام في هيئة الأمر ، فالتحقيق : أنّ مفادها إيجادي لا حكائي ، فهي موضوعة بحكم التبادر لنفس البعث والإغراء نحو المأمور به ، فهي كالإشارة البعثية والإغرائية ، وكإغراء جوارح الطير والكلاب المعلّمة .
وإن شئت ففرّق بينهما : بأنّ انبعاث الحيوانات يكون بكيفية الصوت والحركات والإشارات المورثة لتشجيعها أو تحريكها نحو المقصود ، لكن انبعاث الإنسان بعد فهم بعث مولاه وإحراز موضوع الإطاعة لأجل مباد موجودة في نفسه ، كالخوف من عقابه وعذابه ، والرجاء لرحمته وغفرانه ورضوانه .
وليس المراد من الإيجاد إيجاد شيء في عالم التكوين ; حتّى يقال : إنّا لا نتصوّر له معنى ، بل المراد هو إيجاد بعث اعتباري في دائرة المولوية والعبودية