فإن قلت : إنّ الجسم ينحلّ بحسب المعنى إلى مادّة وصورة ، ضرورة تركّبه منهما ، فكيف يكون غير منحلّ مدلولا أيضاً ؟ فلا فرق بين الجسم والمشتقّ بحسب المدلول ; بدوياً أو انحلالياً .
قلت : انحلال الجسم إلى المادّة والصورة إنّما هو في ذاته لابما أ نّه مدلول لفظـه ، بخلاف العالم فإنّ انحلالـه إلى المعنون والعنوان انحـلال في المدلول بما أ نّـه مدلوله .
وبعبارة ثانية : كما أنّ المادّة والهيئة في المشتقّات كأ نّهما موجودان بوجود واحد كذلك في الدلالة ; فإنّ دلالتهما دلالتان في دلالة واحدة ، والمفهوم منهما مفهومان في مفهوم واحد ، وفي الخارج كأ نّهما موجودان بوجود واحد ، والمعنون الذي هو مفهوم المشتقّ يقبل الحمل والجري على الأفراد ; فزيد في الخارج متّحد الوجود مع الضارب الذي ينحلّ إلى المعنون بالضاربية .
استدلال المحقّق الشريف على بساطة المشتقّ ونقده
ثمّ إنّ المحقّق الشريف استدلّ على بساطة المشتقّ بامتناع دخول الشيء في مفهوم الناطق ; لاستلزامه دخول العرض العامّ في الفصل المميّز ، ولو اعتبر ما صدق عليه الشيء انقلبت القضية الممكنة إلى الضرورية[ 1 ] ، انتهى .
وفيه مواقع للنظر :
أ مّا أوّلا : فلأنّ برهانه لايثبت إلاّ خروج الذات لا البساطة ، فلقائل أن يقول