التحقيق وفاقا للمحققين ان المشتق حقيقة فى
المتلبس بالمبدء على الذى عرفناك معناه , و بما ان البحث لغوى يكون الدليل الوحيد
فى الباب هو التبادر , و ما سوى ذلك لا يغنى من الحق شيئا , لما تقدم ان صحة السلب
لا تصلح لان تكون علامة الحقيقة و ما استدل به لما اخترناه من الوجوه العقلية كلها
ردية , الا ان يكون الغرض تقريب وجه التبادر و توضيحه , و اليك بيانها .
منها ما ربما يقال من انه لا ريب فى مضادة
الاوصاف المتقابلة , التى اخذت من المبادى المتضادة , فلو كان موضوعا للاعم لارتفع
التضاد .
و فيه انه لولا التبادر لما كان بينها تضاد
ارتكازا , اذ حكم العقل بان الشى لا يتصف بالمبدئين المتضادين صحيح , لكن
الاستنتاج من هذا الحكم بعد تعيين معنى الابيض و الاسود ببركة التبادر و ان معنى
كل واحد بحكمه , هو المتلبس بالمبدء عند التحليل , و مع التبادر لا يحتاج الى هذا
الوجه العقلى بل لا مجال له فتدبر .
منها ما افاده بعض الاعيان من ان الوصف بسيط
سواء كانت البساطة على ما يراه الفاضل الدوانى من اتحاد المبدء و المشتق ذاتا و
اختلافها اعتبارا , او كانت البساطة على ما يساعده النظر من كون مفهوم المشتق صورة
مبهمة متلبسة بالقيام على النهج الوحدانى , اما على الاول فلان مع زوال المبدء لا
شى هناك حتى يعقل لحاظه من اطوار موضوعه فكيف يعقل الحكم باتحاد المبدء مع الذات
فى مرحلة الحمل مع عدم قيامه به , و اما على الثانى فلان مطابق هذا المعنى
الوحدانى ليس الا الشخص على ما هو عليه من القيام , مثلا , ولا يعقل معنى بسيط
يكون له الانتساب حقيقة الى الصورة المبهمة المقومة لعنوانية العنوان , و مع ذلك
يصدق على فاقد التلبس انتهى ملخصا .
و فيه ان بساطة المشتق و تركبه فرع الوضع و
طريق اثباته هو التبادر لا