نام کتاب : ولاية البصرة في ماضيها وحاضرها نویسنده : الكسندر أداموف جلد : 1 صفحه : 337
أما في أوروبا الغربية فالمعروف أن أقدم أخبار عن هذه الطائفة صدرت في القرن السابع عن البرتغاليين الذين هم أول من دعا الصابئة بـ « مسيحيو يوحنا المعمدان ». ومنذ ذلک الوقت أورد أغلبية الرحالة الذين زاروا العراق الجنوبي في کتاباتهم أخباراً مفصلة بدرجة کبيرة أو قليلة عن هذه االطائفة التي تثير الاهتمام.
وعلى الرغم من ذلک فأن دين الصابئة لم يجر البحث فيه إلّا قليلاً حتي إن العلماء الأوروبيين لم يتوصلوا حتي الآن إلى حل قضية أصل هذا الدين وجوهره. فالبروفسور خفولسون في کتابه المذکور يتمسک بالرأي القائل بأن دين الصابئة ماه إلّاالديانة التي کان يعتنقها الکلدان القدماء بعد أن تأثرت بشدة بالديانة اليهودية وتعاليم زرادشت [١]. في حين أن بعض العلماء الآخرين يعتبرون المندائيين إحدى الطوائف الغنوصية [٢] التي تربت بأفکار الفرس والکلدان بدرجة ملحوظة. ويعتقد آخرون بأن الصابئة هم أتباع تلامذة يوحنا المعمدان الذين کونوا في زمن ما في فلسطين نفسها وخارجها طوائف دينية خاصة ارتفعت فيها منزلة المعمدان حتي کادت تقارب منزلة الإله. وهناک فريق آخر من الباحثين يميل إلى
__________________
[١] ( Ibid. S. ١٠١. ) [٢] الغنوصية هي أتجاه ديني فلسفيظهر في القرون الثلاثة الأولي بعد الميلاد في سوريا وما بين النهرين وانتقل إلى الامبراطورية الرومانية ، وهو مزيج من أديان الشرق القديمة والفلسفة اليونانية والأفلاطونية الحديثة والمعتقدات المسيحية. يعتقد الغنوصيون بالتوصل إلى المعارف العليا عن طريق الکشف وليس عن طريق الاستدلال والبرهنة العقلية. وقد انقسم الغنوصيون إلى عشرات الفرق منها المسيحية ومنها الوثنية ـ المترجم.
نام کتاب : ولاية البصرة في ماضيها وحاضرها نویسنده : الكسندر أداموف جلد : 1 صفحه : 337