نام کتاب : ولاية البصرة في ماضيها وحاضرها نویسنده : الكسندر أداموف جلد : 1 صفحه : 17
بخ ، أنت والله فقرة الظهر ، ورأس الفخر ، حللت في الشرف وسطا ، وتقدمت فيه فرطا.
قال : فاني قد جمعتكم لأمر أريد أن أشاوركم فيه واستعن بكم عليه.
فقالوا له : إنا والله نمنحك النصيحة ، نجهدك الرأي ، فقل حتّى نسمع.
فقال : أن معاوية قد مات ، فأهون به والله هالكاً ومفقوداً ، إلاَّ وانه قد انكسر باب الجور والإثم ، وتضعضعت أركان الظلم ، وقد كان أحدث بيعة عقد بها أمراً ، وظن أنه قد احكمه وهيهات الّذي أراد ، اجتهد والله ففشل ، وشاور فخذل ، وقد قال يزيد شارب الخمور ، ورأس الفجور ، يدّعى الخلافة على المسلمين ، ويتأمر عليهم بغير رضا منهم مع قصر حلم ، وقلّة علم ، لا يعرف من الحق موطئ قدمه ، فأقسم بالله قسماً مبروراً ، لجهاده على الدين ، أفضل من جهاد المشركين ، وهذا الحسين بن على أمير المؤمنين ، وابن رسوله صلى الله عليه وآله ، ذو الشرف الأصيل ، والرأي الأثيل ، له فضل لا يوصف ، وعلم لا ينزف ، هو أولى بهذا الأمر ، لسابقته وسنه ، وقدمه وقرابته يعطف على الصغير ، ويحنو على الكبير ، فأكرم به راعي رعية ، وإمام قوم وجبت لله به الحجة ، وبلغت به الموعظة ، فلا تعشوا عن نور الحق ، ولا تسعكوا في وهد الباطل.
والله لا يقصر أحد عن نصرته إلاَّ أورثه الله الذل في ولده ، والقلة في عشيرته ، ها أنا ذا قد لبست للحرب لامتها ، وادرعت لها بدرعها من لم يقتل يمت ، ومن يهرب لم يفت فاحسنوا رحمكم الله رد الجواب.
فقالت بنو حنظلة : يا أبا خالد نحن نبل كنانتك وفرسان عشيرتك ، إنّ رميت بنا أصبت ، وإن غزوت بنا فتحت ، لا تخوض غمرة إلاَّ خضناها ، ولا تلقى والله شدة إلاَّ لقيناها ، ننصرك بأسيافنا ، ونقيك بأبداننا إذا شئت.
نام کتاب : ولاية البصرة في ماضيها وحاضرها نویسنده : الكسندر أداموف جلد : 1 صفحه : 17