نام کتاب : هبة السماء نویسنده : علي الشيخ جلد : 1 صفحه : 226
ابتعادهم عن الهدف
الأساس الذي خلقنا من أجله ، وصار الهم الشاغل لهم هو الدنيا ، والانشغال بزينتها
وزخرفها ، وأما الدين والمسائل الروحية والحب الإلهي ، أصبحت أمورا هامشية عند
أغلب الناس أو أنهم غفلوا عنها كليا.
وأيضا فهذه دعوة لإخواني المسيحيين
الذين ابتعدوا كثيرا عن التعاليم والعقائد التي جاء بها السيد المسيح ( عليه
السلام ) فهم يتبعونه بالاسم فقط ، وأما ما يحملونه من عقائد وتعاليم في الوقت الحاضر
فهي مخالفة له كثيرا ، فالعقائد التوحيدية التي جاء بها ، تحولت إلى عقائد أشبه
بالوثنية كالتثليث والبنوة ، والشريعة والناموس الذي أكد عليها وأوصى بها مرارا ، طرحت
أرضا واكتفي بدلا عنها النواميس الروحية والإيمان المجرد.
فهذه دعوة لكل مسيحي حر باحث عن الحق
والحقيقية ، أن لا يكتفي بقبول ما يلقى إليه من قبل الكنيسة على أنه من الأمور
المسلمة واليقينية ، بل ليجد في البحث والتحقيق العميق في عقائده وأمور دينه ، لأنها
مسألة ذات أهمية كبيرة ، فإن الحياة الأخروية الأبدية التي نحن مقبلون عليها ، سعادتها
وشقائها ما هي إلا نتيجة لعقائدنا وأعمالنا في حياتنا الدنيا فالدنيا مزرعة الآخرة
فيجب إعطائها اهتماما كثيرا من فكرنا ووقتنا ، وهذا أمر عظيم وخطير ، فحري باللبيب
أن يجهد نفسه وفكره في انتخاب الطريق الصحيح الذي يوصله إلى السعادة في ذلك
العالم. وأخيرا فإن الإنسان الذي
نام کتاب : هبة السماء نویسنده : علي الشيخ جلد : 1 صفحه : 226