نام کتاب : هبة السماء نویسنده : علي الشيخ جلد : 1 صفحه : 171
في يثرب ، وكانوا
إذا وقع بينهم نزاع ، توعدهم اليهود بأن نبيا سيبعث ، وقد أطل زمانه سنتبعه
ونقتلكم قتل عاد وأرم ، ولما التقوا بالنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قالوا إنه
النبي الذي كان اليهود يتوعدوننا به ، فلا يسبقونكم إليه ، فآمنوا به واتبعوه ، وعادوا
إلى يثرب واستطاعوا من نشر هذه الدعوة هناك ، فأعتنق عدد من أهل يثرب الإسلام ، فلما
كان العام الثاني جاء من يثرب اثنا عشر رجلا والتقوا بالنبي ( صلى الله عليه وآله
وسلم ) بالعقبة فبايعوا الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وآمنوا به.
وبدأ الإسلام ينتشر شيئا فشيئا في يثرب
، وفي العام المقبل جاء أناس كثير من أهل يثرب لأداء مناسك الحج وللاستماع إلى
دعوة النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فأمن الكثير منهم وكانت البيعة الثانية ، وبهذا
بنيت أول قاعدة للإسلام في يثرب فأمر النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) المسلمين
في مكة بالهجرة إلى يثرب ، ولم يبق في مكة سوى النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ووصيه
علي بن أبي طالب وبعض المسلمين ، ثم هاجر النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) هو
أيضا تاركا مكة إلى يثرب سنة ١٤ من البعثة ، واستقبل في يثرب استقبالا رائعا و
بهذا انتهت المعاناة والشدائد الذي واجهها النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في
مكة من قبل المشركين.
ولكن المشركين لم يقفوا مكتوفي الأيدي
وقد تجرعوا كأس الذلة والهوان ، فاستمروا في محاربتهم للدعوة الإلهية من خلال
نام کتاب : هبة السماء نویسنده : علي الشيخ جلد : 1 صفحه : 171