نام کتاب : هبة السماء نویسنده : علي الشيخ جلد : 1 صفحه : 152
بحيرا في صومعة له ،
وكان ذا علم من أهل النصرانية ، وينقل أنه كان قد انتهى علم الكتاب إليه ، إذ
توارثه كابر عن كابر ، عن أوصياء عيسى ( عليه السلام ) فلما نزلوا ، وكانت القوافل
التجارية لقريش كثيرا ما تمر من هذا المكان فلا يكلمهم الراهب بشئ ، ولكنه في هذه
المرة ، عندما رأى الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عليه غمامة تظله من بين
القوم ، صنع لهم طعاما ودعاهم إليه ، فقال رجل منهم للراهب أن اليوم لك شأنا ، ما
كنت تصنع هذا بنا وكنا نمر عليك كثيرا ، فقال الراهب : صدقت ولكنكم ضيف وأحببت أن
أكرمكم ، ولما جاءوا إلى الصومعة ، جعل بحيرا الراهب يلحظ النبي ( صلى الله عليه
وآله وسلم ) لحظا شديدا ، وينظر إلى أشياء من جسده كان يجدها عنده من صفته ، فلما
تفرقوا ، أنفرد الراهب بالنبي ( صلى الله عليه و آله وسلم ) وسأله عن أشياء في
حاله ، في يقظته ونومه ، فأخبره رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فيجدها
بحيرا موافقة لما عنده من صفته. ثم نظر إلى ظهره فرأى خاتم النبوة بين كتفيه ، فسأل
الراهب عن وليه فقالوا هو أبو طالب ، فقال له بحيرا : إنه كائن لابن أخيك هذا شأن
عظيم ، نجده في كتبنا وما أخذناه عن آبائنا ، هذا سيد العالمين ، هذا رسول رب
العالمين احذر عليه اليهود لئن رأوه وعرفوا منه ما عرفت يبغونه شرا فلما سمع أبو
طالب كلام الراهب ، رجع به إلى مكة[١].
[١]تاريخ الطبري ١
/ ٥١٩ ، السيرة الحلبية ١ / ٢٣١ ، وغيرها من الكتب التاريخية.
نام کتاب : هبة السماء نویسنده : علي الشيخ جلد : 1 صفحه : 152