فذاق هذا الطفل الحرمان منذ طفولته ، و
قد تكفل به جده عبد المطلب سيد قريش ، وكان يحبه كثيرا ، وشديد الرعاية له ، فإنه
كان يفضله على جميع ولده ، وكانت ملامح النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) والبركات
والمعجزات التي رافقته منذ ولادته ( صلى الله عليه وآله وسلم ) تدفع جده إلى
التنبؤ بمستقبل عظيم لهذا اليتيم ، حيث ينقل المؤرخون عنه أنه كان يقول :
أن لابني هذا شأنا ، ولكن طواغيت
وجبابرة مكة لم تكن تعلم يومئذ ما تخبئه الأيام القادمة من أمر يتيم عبد المطلب
هذا ...
ولم يدم هذا الحنان والعطف الذي أحاطه به
جده ( عبد المطلب ) كثيرا ، إذ أن الموت ، سنة الله في خلقه ، نزل به ولم يكمل
النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) الثامنة من عمره ، واعتصر قلب النبي ( صلى الله
عليه وآله وسلم ) ألما وحزنا على فراق جده العطوف ، الذي كان بلسما لجراحات يتمه ،
وأوصى به جده حين وفاته ابنه ( أبا طالب ) عم النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) الذي
كان أخا لعبد الله والد النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من أم واحدة ، فتكفله
أبو طالب ، وشمله برعايته وعطفه ، فكان خير كفيل له في صغره ، وخير ناصر ومعين
عندما أحتاج النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم )