وطالما يرد السيد رحمهالله كلام الدهلوي
بكلامه هو في موضع آخر من كتابه ، أو بكلام والده وبالعكس ، وهكذا الأمر بالنسبة
الى كلام غيرهما من علماء أهل السنة ....
ففي
( حديث التشبيه ) : « من أراد أن ينظر
... » يرد على انكار الدهلوي
دلالته على المساواة بكلمات للدهلوي نفسه قالها في الجواب عن حديث المنزلة : «
أنت مني بمنزلة هارون من موسى ... » وبما قاله في الجواب عن
حديث السفينة : « مثل أهل بيتي كمثل
سفينة نوح ... »
وفي ( حديث الغدير
) ذكر الدهلوي بأن الاستدلال بهذا الحديث يتوقف على كون « المولى » فيه بمعنى «
الاولى » فزعم أن اللغويين ينكرون مجيء اللفظ المذكور بهذا المعنى. ثم نقض بأنه لو
كان « المولى » بمعنى « الاولى » لجاز أن يقال « مولى منك » كما يقال : « أولى منك
».
فأجاب السيد عن
الإنكار المذكور وعن النقض بوجوه عديدة ، منها ـ ما ذكره الدهلوي نفسه في جواب : «
ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم » حيث قال بأن الولاية هذه بمعنى المحبة.
قال السيد فإذن «
الاولى » في تلك الفقرة بمعنى « الأحب » مع أنه. لا يقال : « أولى اليه » كما يقال
: « أحب اليه ».
ثم ان السيد ذكر
أن هذا النقض مأخوذ من كلام الفخر الرازي في كتابه ( نهاية العقول ) ، فأورد نص
كلام الرازي ، وشرع في الجواب عنه بوجوه كثيرة منها كلام الرازي نفسه في كتابه (
المحصول ) ... حيث أذعن فيه بأن الترادف لا يلازم جواز استعمال أحد المترادفين في
مقام الآخر.
وأجاب السيد عن
دعوى ابن حجر المكي عدم مجيء « المولى » بمعنى « الاولى » بما ذكره هو من أن أبا
بكر وعمر فهما من « المولى » في حديث الغدير معنى « الاولى بالاتباع » وأضاف بأن
هذا هو الواقع وناهيك بهما في فهم الحديث!!