الحمد لله الذي
خصنا من بين الفرق بالفلج ، وأيدنا ما دونهم بأوضح الحجج والصلاة على من اصطفاه
لدين قيم غير ذي عوج ، وعلى آله الذين نشروا لواء الحق ولو بسفك المهج ، وأحضوا
على العلم ولو بخوض اللجج ، عجل الله لهم النصر والفرج ، وصلى الله عليهم ما مدحت
الثغور بالبلج ، ووصفت الحواجب بالزجج.
وبعد : فان العلم
مشرع سلسال ، لكن على أرجائه ضلال ، وروض مسلوف لكن دونه قلل الجبال ، دونهن حتوف
، وان من أجل من اقتحم موارده ، وارتاد آنسه وشارده ، وعاف في طلابه الراحة ، ورأى
في اجتلاء أنواره مروحة وراحة ، حتى فاز منه بالخصل ، بل وأدرك الفرع منه والأصل :
السيد السديد والركن الشديد ، سباح عيالم التحقيق ، سياح عوالم التدقيق ،
[١] هو امام أئمة
الحديث والرجال في الاعصار المتأخرة ، مؤلفاته تربو على العشرين أشهرها وأهمها (
المستدرك ) استدرك فيه على كتاب ( وسائل الشيعة ) وهو أحد المجاميع الثلاثة
المتأخرة ، في ثلاثة مجلدات كبار تشتمل على زهاء (٢٣٠٠٠) حديث ، وقد ختمها بخاتمة
ذات فوائد جليلة ، وله في بعض مؤلفاته آراء لم يوافقه عليها سائر العلماء.