responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة الأسئلة العقائديّة نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية    جلد : 1  صفحه : 558

وقال عليه‌السلام : « بالعقول يعتقد التصديق بالله ، وبالإقرار يكمل الإيمان به ، ولا ديانة إلاّ بعد المعرفة ، ولا معرفة إلاّ بالإخلاص ، ولا إخلاص مع التشبيه ، ولا نفي مع إثبات الصفة للتشبيه ، فكل ما في الخلق لا يوجد في خالقه ، وكُلّ ما يمكن فيه يمتنع عن صانعه ... » [١].

أمّا من يستدلّ بالدليل النقلي فقط على إثبات الخالق ، وغير ذلك من مسائل الإلهيات ، فنقول : إنّ آيات القرآن الكريم تحرّض كُلّ التحريض على التدبّر في آيات الله ، وبذل الجهد في تكميل معرفة الله ومعرفة آياته ، بالتذكّر والتفكّر والنظر فيها ، والاحتجاج بالحجج العقلية ، وقد استدلّ القرآن على بعض المطالب الإلهية بالأدلّة العقلية ، وسلك المنهج العقلي ، فاستدلّ على التوحيد مثلاً بقوله : (لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلاَّ اللهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ)[٢] ، وقوله تعالى : (مَا اتَّخَذَ اللهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلاَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللهِ عَمَّا يَصِفُونَ)[٣].

واستدلّ في إبطال مقالة من زعم من المشركين أنَّ له سبحانه ولداً ، قال : (وَقَالُواْ اتَّخَذَ اللهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَل لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ)[٤].

فالقوّة العاقلة هي هبة سماوية من الله سبحانه إلى البشر ، وهي وإن لم تكن بقادرة على كشف جميع الأخبار السماوية ، وتحتاج إلى الوحي الإلهي ، لكنّها ليست بعاجزة مطلقاً ، ومن هنا لا يجوز التقليد في أُصول الدين ، فإن دلَّ هذا على شيء فإنّه يدلّ على أنّ المسائل السماوية كإثبات وجود الخالق هي قابلة للتحقيق للعقل البشري.


[١] التوحيد : ٤٠.

[٢] الأنبياء : ٢٢.

[٣] المؤمنون : ٩١.

[٤] البقرة : ١١٦ ـ ١١٧.

نام کتاب : موسوعة الأسئلة العقائديّة نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية    جلد : 1  صفحه : 558
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست