نام کتاب : موسوعة الأسئلة العقائديّة نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية جلد : 1 صفحه : 535
الجواب : ذكر العلاّمة الطباطبائي قدسسره في تفسير هذه الآية
ما نصّه :
« وقوله : (اللهُ نُورُ
السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ)[١] النور معروف ، وهو الذي يظهر به
الأجسام الكثيفة لأبصارنا ، فالأشياء ظاهرة به ، وهو ظاهر مكشوف لنا بنفس ذاته ،
فهو الظاهر بذاته المظهر لغيره من المحسوسات للبصر.
هذا أوّل ما وضع عليه لفظ النور ، ثمّ
عمّم لكُلّ ما ينكشف به شيء من المحسوسات على نحو الاستعارة ، أو الحقيقة الثانية
، فعدّ كُلّ من الحواس نوراً ، أو ذا نور ، يظهر به محسوساته كالسمع والشمّ والذوق
واللمس.
ثمّ عمّم لغير المحسوس ، فعدّ العقل
نوراً يظهر به المعقولات ، كُلّ ذلك بتحليل معنى النور المبصر إلى الظاهر بذاته
المظهر لغيره.
وإذ كان وجود الشيء هو الذي يظهر به
نفسه لغيره من الأشياء ، كان مصداقاً تامّاً للنور ، ثمّ لمّا كانت الأشياء
الممكنة الوجود ، إنّما هي موجودة بإيجاد الله تعالى ، كان هو المصداق الأتم
للنور.
فهناك وجود ونور يتّصف به الأشياء ، وهو
وجودها ونورها المستعار المأخوذ منه تعالى ، ووجود ونور قائم بذاته ، يوجد ويستنير
به الأشياء.
فهو سبحانه نور يظهر به السماوات والأرض
، وهذا هو المراد بقوله : (اللهُ نُورُ
السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ)
، حيث أُضيف النور إلى السماوات والأرض ، ثمّ حمل على اسم الجلالة ، وعلى هذا
ينبغي أن يحمل قول من قال : إنّ المعنى الله منوّر السماوات والأرض ، وعمدة الغرض
منه ، أن ليس المراد بالنور النور المستعار القائم بها ، وهو الوجود الذي يحمل
عليها ، تعالى الله عن ذلك وتقدّس.
ومن ذلك يستفاد ، أنّه تعالى غير مجهول
لشيء من الأشياء ، إذ ظهور كُلّ شيء لنفسه ، أو لغيره ، إنّما هو عن إظهاره تعالى
، فهو الظاهر بذاته له قبله ، وإلى هذه الحقيقة يشير قوله تعالى بعد آيتين : (أَلَمْ
تَرَ أَنَّ اللهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَن فِي