نام کتاب : موسوعة الأسئلة العقائديّة نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية جلد : 1 صفحه : 457
البيت عليهمالسلام ، فيحزنون لحزنهم ،
وإنّ هذا العمل من المؤمنين إحياء لأمر أهل البيت عليهمالسلام.
وقد روي عنهم عليهمالسلام : « رحم الله من
أحيا أمرنا » [١]
، فإذا ارتدى عامّة الناس من الرجال والشباب والأطفال الثياب السود ، كان ذلك
ظاهرة اجتماعية تلفت نظر الغريب فيسأل : ماذا حدث؟ بالأمس كان الأمر طبيعياً ، وكانت
ألوان ثياب الناس مختلفة ، وأمّا اليوم فقد لبسوا كلّهم السواد؟!
فعندما يوضّح له بأنّ اليوم يوم حزن
ومصيبة على ريحانة الرسول صلىاللهعليهوآله
الإمام الحسين عليهالسلام
، كان هذا الأمر في حدّ نفسه إحياء لأمره عليهالسلام
، ولهذا اشتهر أنّ بقاء الإسلام بشهري محرّم وصفر ، وذلك لأنّ حقيقة الإسلام
والإيمان قد أُحييا بواقعة كربلاء ، وهذا دليل لابدّ من المحافظة عليه ، لتراه
الأجيال القادمة ماثلاً أمامهم ، فيحصل لهم اليقين به ، فإنّ الإمام الحسين عليهالسلام نفسه قد أثبت
أحقّية التشيّع ، وأبطل ما عداه.
ثمّ من الروايات الواردة في استحباب لبس
السواد على الإمام الحسين عليهالسلام
:
١ ـ ما رواه ابن قولويه : « إنّ ملكاً
من ملائكة الفردوس الأعلى ، نزل على البحر ، ونشر أجنحته عليها ، ثمّ صاح صيحة
وقال : يا أهل البحار ألبسوا أثواب الحزن ، فإنّ فرخ رسول الله صلىاللهعليهوآله مذبوح » [٢].
وفهم الشيخ النوري من هذه الرواية : عدم
كراهة لبس السواد ، أو رجحانه حزناً على أبي عبد الله عليهالسلام ، كما عليه سيرة
كثير في أيّام حزنه ومأتمه[٣].
٢ ـ ما رواه البرقي ، بسنده عن عمر بن
علي بن الحسين قال : « لمّا قتل جدّي الحسين بن علي عليهماالسلام
، لبسن نساء بني هاشم السواد والمسوح ، وكن لا يشتكين من حرّ ولا برد ، وكان علي
بن الحسين عليهماالسلام
يعمل لهن الطعام للمأتم » [٤].