نام کتاب : موسوعة الأسئلة العقائديّة نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية جلد : 1 صفحه : 432
فأمر الله تعالى
باتخاذ مقام إبراهيم مصلّى إحياء لذكرى شيخ الأنبياء إبراهيم عليهالسلام ، أمّا السعي بين
الصفا والمروة فهو تخليد لذكرى هاجر حينما عطشت هي وابنها إسماعيل ، فكانت تسعى
بين الصفا والمروة ، وتصعد عليهما لتنظر ، هل ترى من أحد.
ورمي الجمار تخليد لذكرى إبراهيم عليهالسلام ، حينما ذهب به
جبرائيل إلى جمرة العقبة ، فعرض له الشيطان ، فرماه بسبع أحجار فساخ.
وذبح الفداء ، إنّما هو تخليد لذكرى
إبراهيم عليهالسلام
أيضاً ، حينما أُمر بذبح ولده إسماعيل ، ففداه الله بذبح عظيم.
وفي بعض الأخبار : إنّ أفعال الحجّ
إنّما هي احتفال بذكرى آدم ، حيث تاب الله عليه عصر التاسع من ذي الحجّة بعرفات ، فأفاض
به جبرائيل حتّى وافى إلى المشعر الحرام فبات فيه ، فلمّا أصبح أفاض إلى منى ، فحلق
رأسه إمارة على قبول توبته ، وعتقه من الذنوب ، فجعل الله ذلك اليوم عيداً لذرّيته.
فأفعال الحجّ كلّها تصير احتفالات ، وأعياداً
بذكرى الأنبياء ، ومن ينتسب إليهم ، وهي باقية أبد الدهر.
وأخيراً : أكمل الأدلّة على جواز إقامة
الاحتفال بمولد النبيّ صلىاللهعليهوآله
، هو دليل الفطرة والدين والشرع منسجم تماماً مع مقتضيات الفطرة ومتطلّباتها فقد
اعتاد الناس انطلاقاً من احترامهم للمثل والقيم التي يؤمنون بها ، على احترام الأشخاص
الذين بشرّوا بها ، وضحّوا في سبيلها ، وارتبطوا بهم عاطفيّاً وروحيّاً كذلك.
ورأوا : أنّ إحياء الذكرى لهؤلاء
الأشخاص ، لم يكن من أجل ذواتهم كأشخاص ، وإنّما من أجل أنّهم بذلك يحيون تلك
القيم والمثل في نفوسهم ، وتشدّ الذكرى من قوّة هذا الارتباط فيما بينهم وبينها ،
وترسّخها في نفوسهم ، وتعيدهم إلى واقعهم.
وهكذا يقال بالنسبة للاحترام الذي
يخصّون به بعض الأيّام ، أو بعض الأماكن ، وقديماً قيل :
نام کتاب : موسوعة الأسئلة العقائديّة نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية جلد : 1 صفحه : 432