فسار يومين ، ثمّ لحقه رسول الأنصار
يطلبون منه الانتظار فلحقوا به ، فلمّا وصل البطاح ، وعليها مالك بن نويرة ، فبثّ
خالد السرايا في البطاح ... فجاءته السرايا ، فأسروه وأسّروا معه أصحابه ، واختلفت
السرية فيهم ، فشهد أبو قتادة الحرث بن ربعي الأنصاري أنّهم أقاموا الصلاة ، وقال
آخرون أي الأعراب الذين ذكرهم أبو قتادة كما في الرواية الأُولى أنّهم شجّعوا خالداً
من أجل الغنائم : أنّهم لم يؤذّنوا ولا صلُّوا ... وقتل ضرار بن الأزور مالك بن
نويرة ، فلمّا سمع الداعية ، خرج وقد فرغوا منهم!! فقال : إذا أراد الله أمراً
أصابه.
واصطفى خالد امرأة مالك بن نويرة!! وهي
أُمّ تميم ابنة المنهال ، وكانت جميلة!! فلمّا حلّت بني بها وهذا تردّه الروايات
الأُخرى الأصحّ منه ... وأمر برأسه فجعله مع حجرين ، وطبخ على الثلاثة قدراً ...
ويقال : إنّ شعر مالك جعلت النار تعمل فيه إلى أن نضج لحم القدر ، ولم تفرغ الشعر
لكثرته!! لكثرته أم لكرامته! وقد تكلّم أبو قتادة مع خالد فيما صنع ، وتقاولا في
ذلك ، حتّى ذهب أبو قتادة فشكاه إلى الصدّيق ، وتكلّم عمر مع أبي قتادة في خالد ...
وجاء متمم بن نويرة فجعل يشكو إلى الصدّيق خالداً ، وعمر يساعده ، وينشد الصدّيق
ما قال في أخيه من المراثي ، فوداه الصدّيق من عنده ... واستمر أبو بكر بخالد على
الإمرة ، وإن كان قد اجتهد في قتل مالك بن نويرة وأخطأ في قتله »![١].
٧ ـ ونختم برواية ابن الأثير ، ونكتفي
بقوله وتعليقه : « مالك بن نويرة ... قدم على النبيّ صلىاللهعليهوآله
، واستعمله رسول الله صلىاللهعليهوآله
على بعض صدقات بني تميم ، فلمّا توفّي النبيّ صلىاللهعليهوآله
وارتدّت العرب ، وظهرت سجاح ، وادعت النبوّة صالحها ، إلاّ إنّه لم تظهر عنه ردّة
، وأقام بالبطاح ، فلمّا فرغ خالد من بني أسد وغطفان ،