نام کتاب : موسوعة الأسئلة العقائديّة نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية جلد : 1 صفحه : 345
ولكي يتوصّل صلاح الدين إلى إحلال
السلام ، وإنهاء حالة الحرب مع الصليبيين ، رضخ بصورة مذهلة وغريبة إلى كلّ الشروط
التي اشترطوها عليه أثناء المفاوضات ، ومنها : التنازل للصليبيين عن الكثير من
المدن التي كان صلاح الدين قد استردها منهم بالحرب ، حيفا ويافا وقيسارية ونصف
اللد ، ونصف الرملة وعكّا وصور ، وسوى ذلك ، حتّى صارت لهم فلسطين إلاّ القليل[١].
إضافة إلى ما وراء ذلك من اعتراف
بوجودهم وإقرار لاحتلالهم ، ورفع العنت والمعاناة عن رقابهم الموضوعة تحت سيوف
المجاهدين ، وإعطائهم الفرصة الذهبية للراحة ، والاستعداد التام للانقضاض على
القدس من جديد ، الأمر الذي حصل فعلاً بعد موت صلاح الدين.
ويقول الدكتور حسين مؤنس : « ثمّ دخلوا
في مفاوضات مع صلاح الدين انتهت بعقد صلح الرملة ، الذي نصّ على أن يترك صلاح
الدين للصليبيين شريطاً من الساحل ، يمتد من صور إلى يافا ، وبهذا العمل عادت
مملكة بيت المقدس التي انتقلت إلى طرابلس إلى القوّة بعد أن كانت قد انتهت ،
وتمكّن ملوكها من استعادة الساحل حتّى بيروت ، وبذلك تكون معظم المكاسب التي
حقّقها صلاح الدين فيما عدا استعادته لبيت المقدس قد ضاعت » [٢]
متى يكون الجنوح للسلم؟
إنّه لأمر غريب حقّاً وعجيب جدّاً بل
ومريب أن يجنح إلى السلم قائد لجيش منتصر ، ثمّ إنّ هذا الذي جنح إليه صلاح الدين
هل هو سلم أم استسلام؟!
قال الله تعالى في محكم التنزيل : (وَإِن
جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ)[٣].
[١] الأعلاق الخطيرة
في أمراء الشام والجزيرة : ١٧٣.