نام کتاب : موسوعة الأسئلة العقائديّة نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية جلد : 1 صفحه : 189
النبيّ ، وإنّما قال
له صلىاللهعليهوآله
: « مر الناس
فليصلّوا » [١]
، وكذلك الرواية الأُخرى التي يرويها أحمد عن أنس قال : لمّا مرض رسول الله صلىاللهعليهوآله مرضه الذي توفّى
فيه ، أتاه بلال يؤذّنه بالصلاة ، فقال بعد مرّتين : « يا بلال قد بلّغت ،
فمن شاء فليصل ، ومن شاء فليدع
» [٢] ، فجعل روحي
فداه بعد تبليغه وإنكاره عليهم ما عقدوه من جماعة بإمامة أبي بكر أو عمر المشيئة
لهم بالصلاة ، أو عدم الصلاة ، كما قال تعالى : (وَقُلِ الْحَقُّ مِن
رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ)[٣].
ويدلّ على إنكاره صلىاللهعليهوآله لفعلهم وإصراره
عليه رواية البخاري عن أنس : « إنّ المسلمين بينما هم في الفجر يوم الاثنين ، وأبو
بكر يصلّي بهم ، ففاجأهم النبيّ صلىاللهعليهوآله
، وقد كشف ستر حجرة عائشة ، فنظر إليهم وهم صفوف ، فتبسّم يضحك ، فنكص أبو بكر على
عقبيه ، وظنّ أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله
يريد أن يخرج إلى الصلاة ، وهمّ المسلمون أن يفتتنوا في صلاتهم فرحاً بالنبيّ صلىاللهعليهوآله حين رأوه ، فأشار
بيده أن أتمّوا ، ثمّ دخل الحجرة ، وأرخى الستر ، وتوفّي ذلك اليوم » [٤].
ويتّضح منها : أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله كان في حالة صحّية
أفضل من تلك ، وأنّه قام لوحده ورفع الستر ووجه مستنير ، فلماذا لم يخرج ويصلّي
جماعة؟ وقد صلّى قبلها وهو يهادى بين رجلين ، ورجلاه تخطّان في الأرض؟! فإن كان
هناك حريص على الجماعة كما تزعمون ، فيجب أن يكون هنا أحرص كما هو واضح ، وإن كان
بتلك الحالة يقصد التنبيه إلى إنكاره إمامة أبي بكر للناس ، فهنا الدلالة أوضح ، لأنّه
يستطيع الصلاة معهم ولم يصل.
[١] مسند أحمد ٦ /
٣٤ ، الطبقات الكبرى ٢ / ٢٢٠ ، تاريخ مدينة دمشق ٣٠ / ٢٦٣ ، سبل الهدى والرشاد ١١
/ ١٧٥.
[٢] مسند أحمد ٣ /
٢٠٢ ، مجمع الزوائد ٥ / ١٨١ ، مسند أبي يعلى ٦ / ٢٦٤ ، شرح نهج البلاغة ٦ / ٤٤ ،
كنز العمّال ٧ / ٢٦٢.