نام کتاب : موسوعة الأسئلة العقائديّة نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية جلد : 1 صفحه : 150
الواسطة ، لأنّ
الواسطة غير معصوم عن الكذب ، والخبر المحتمل الكذب لا يكون حجّة ، لجواز أن يكون
بغير أمر النبيّ ولا علمه كما تذهب إليه ، ويدلّ عليه خروج النبيّ في الحال لمّا
علم ، وعزله أبا بكر وتوليه الصلاة بنفسه.
الثاني : إنّه لو كان بأمر النبيّ صلىاللهعليهوآله لكان خروج النبيّ
مع ضعفه بالمرض وتنحيته أبا بكر عن المحراب ، وتوليه الصلاة بنفسه بعد صدور أمره
بتقديمه ، مناقضة صريحة لا تليق بشأن من لا ينطق عن الهوى ، لأنّ الاتفاق واقع على
أنّ أبا بكر لم يتمّ الصلاة بالناس ، وقد رواه أهل السنّة في كثير من مصنّفاتهم.
الثالث : لو سلّمنا جميع ذلك ، يعني أنّ
الأمر من الرسول مشافهة ، وأنّه يدلّ على الإمامة ، لكان خروج النبيّ في مرضه
وعزله له مبطل لتلك الإمامة ، لأنّه نسخها بنفسه ، فكيف يكون ما نسخه النبيّ بنفسه
حجّة على ثبوته؟!
ثمّ إنّ عزل النبيّ له بعد تقديمه إنّما
كان لإظهار نقصه عند الأُمّة ، وعدم صلاحيته للتقديم في شيء أصلاً ، فإنّ من لا
يصلح أن يكون إماماً للصلاة ، كيف يصلح أن يكون إماماً عامّاً ، ورئيساً مطلقاً
مطاعاً لجميع الخلق؟!
وإنّما كان قصده صلىاللهعليهوآله إن كان الأمر صدر
منه أن يظهر نقصه ، وأنّه غير صالح للتقديم للناس ليكون ذلك حجّة عليهم ، ولئلا
يكون لهم عذر غداً عند الله بجهلهم حال هذا الرجل ، وما أشبه هذه القصّة بإعطاء
سورة براءة وعزله عنها ، وإنفاذه بالراية يوم خيبر ، فإنّ ذلك كلّه كان لإظهار
نقصه ، وبيان أنّه لا يصلح لشيء من الأشياء ، ولا لأمر من الأُمور البتة ، وأراد
الله ورسوله إظهار نقصه للناس ليعرفوه فلا يغتروا به ، وإلاّ فكيف يأمره بتبليغ
آيات من القرآن ، ثمّ يعزله عنها؟ أتظنّ أنّ ذلك كان تشهّياً من رسول الله؟ كلاّ
فما كان أمره وعزله إلاّ بوحي من ربّه ، لا ينطق عن الهوى.
والعجب ، كيف يستدلّون على إمامته
بالصلاة التي عزل عنها ، ولم يتمّها بالإجماع ، ولا يستدلّون على إمامة علي عليهالسلام باستخلاف النبيّ له
على المدينة يوم غزوة تبوك ، المتّفق على نقله عنه ، وحصوله منه صلىاللهعليهوآله لعلي ، وعدم عزله
عنها بالاتفاق؟!
نام کتاب : موسوعة الأسئلة العقائديّة نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية جلد : 1 صفحه : 150