وإليك الآن توضيح المراحل الثمان
الفكرية التي مر بها منع تدوين الحديث :
١ ـ شيوع ظاهرة كثرة الحديث
لمّا كثرت اجتهادات الشيخين ـ ومن على
نمطهما الفكريّ من الصحابة ـ وظهر التخالف بين أقوال المجتهدين وسنّة رسول الله صلىاللهعليهوآله
، كان من البديهيّ أن يكثر التحديث عن النبيّ باعتباره أمراً ضروريّاً
للوصول إلى الحكم الشرعيّ الصحيح بأنقى صوره ، ولكون تلك الاجتهادات قد
تميّزت تميُّزاً واضحاً عن مسيرة التحديث بشكل عامّ ، حيث أَلِفَ الصحابة
التحديث وكانت مسألة طبيعيّة عندهم ، فمن المحتمل ـ بعد هذا ـ أن يكون قول
الخليفة الأوّل ( إنّكم تحدّثون عن رسول الله أحاديث تختلفون فيها ، والناس
بعدكم أشدّ اختلافاً ) إشارة إلى تعدّد الاتّجاهات في عهده ، وتبنّي كلّ
واحد من الصحابة وجهة نظر خاصّة ، وهذا هو ممّا يسبب توسيع رقعة الاختلاف
بين